محطات غسيل أموال علاء وجمال مبارك وشلة الحرامية

محطات غسيل أموال علاء وجمال مبارك وشلة الحرامية




كل ما يشغل بال المصريين حاليا هو البحث عن اجابات شافية لسؤال واحد :هل ستعود الاوال المنهوبة من قبل اسرة الرئيس المخلوع وفلول نظامه البائد الى الشعب مرة اخرى؟

فالجميع علي* ‬مختلف اتجاهاتهم وأعمارهم من العامة أوالنخبة المهمومة بالشأن العام* ‬يتابعون ما* ‬يجري* ‬من تحقيقات ويترقبون إطلالة المسئولين بالتصريحات التي* ‬تخرج* ‬يوميا لمعرفة المزيد عن حجم الثروات التي* ‬ذهبت الي* ‬جيوب أهل الحظوة،* ‬ممن اختزلوا حجم الوطن بثرواته ومؤسساته في* ‬شكل اقطاعية،* ‬أو مجموعة من العزب الخاصة* ‬يمرحون فيها كيفما شاءوا ومتي* ‬أرادوا دون مراقبة وإن وجدت الرقابة فدون مساءلة*.


ومن بين الذين حولوا الوطن وثرواته الي* ‬اقطاعية للمجاملات أسرة مبارك نجلاه جمال وعلاء وزوجته وأصهاره فأتاح لهم جميعا قربهم من دائرة صناعة القرار،* ‬التأثير في* ‬مجريات الأحداث السياسية،* ‬وتحقيق أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية والحصول علي* ‬الثروات والأموال بطرق تظل تفاصيلها* ‬غير معلومة لغياب الشفافية،* ‬ويسر لهم ما* ‬يملكونه من نفوذ إخراج هذه الثروات بطرق وأساليب تفوق قدرة منظمات* »‬المافيا*« ‬للنجاة من رقابة السلطات المعنية بالمراقبة وتتبع مصادر الثروات*.‬

نفوذ الأسرة الحاكمة لم* ‬يعد خافيا علي* ‬أحد،* ‬والسلطة التي* ‬كانت لدي* ‬جمال من الناحية السياسية بلغت الي* ‬حد الأمر والنهي،* ‬كما أن نفوذه وشقيقه علي* ‬حد سواء في* ‬أسواق المال وعالم الاقتصاد* ‬يثير الريبة ويفتح الشهية للبحث في* ‬خبايا وأسرار علاقاتهما المتشابكة في* ‬مجال البيزنس داخليا وخارجيا،* ‬خاصة جمال الذي* ‬كان* ‬يحدد ملامح الخريطة الاقتصادية،* ‬من خلال نفوذه اللا محدود علي* ‬مجريات صناعة القرار،* ‬بتعيين الوزراء وتكليفهم بمهام وسياسات فتح مجملها الباب علي* ‬مصراعيه للعمولات وانتشار الرشاوي* ‬وتحقيق الثروات المبالغ* ‬فيها*.. ‬سلطات جمال أتاحت له معرفة الأسرار وتوقعات المكسب والخسارة في* ‬الأنشطة الاقتصادية والاستثمارات في* ‬البورصة*.‬


هذه الاموال المنهوبة دفعت"الوفد"الى فتح الملف ، وقالت فى تقرير لها:

تحت أيدينا ملفات ضخمة عن استثمارات تتجاوز مئات المليارات من الدولارات فهذه الملفات تحتوي* ‬علي* ‬خريطة توزيعها علي* ‬عدد من الدول وكيفية خروجها من مصر جهارا نهارا*.. ‬وتكشف أيضا عن النوايا المبيتة سلفا لتحقيق الثروات التي* ‬تفوق ميزانيات عدة دول من بينها مصر المنهوبة طبعا*.‬

أوراق تلك الملفات تتضمن استثمارات كل من علاء وجمال نجلي* ‬الرئيس السابق وتفوح منها رائحة كريهة تشي* ‬بأن تدمير الاقتصاد وتهريب الثروات حزمة متقنة لها أساليبها وخرائطها المثيرة للدهشة*. ‬فلو لم* ‬يكن هناك عزم وتدبير احترافي* ‬لاستغلال النفوذ ما كان لنجلي* ‬الرئيس ومعهما شخصيات بارزة ولامعة في* ‬مجال البيزنس إخراج الثروات والأموال لاستثمارها في* ‬الخارج وذلك في* ‬الوقت الذي* ‬تقدم فيه الدولة كافة التسهيلات لتشجيع الاستثمار الداخلي* ‬وجذب الخارجي* ‬وهو ما* ‬يذهب بنا للإشارة بأن تلك الأموال التي* ‬وردت في* ‬صورة أسهم وشركات تبدو* ‬غير معلومة المصدر،* ‬دخلت جميعها كاستثمارات في* ‬عدة دول* »‬اليونان ـ قبرص ـ بريطانيا ـ بنما ـ الولايات المتحدة الأمريكية*«.‬


أما الأسلوب الذي* ‬جري* ‬اتباعه في* ‬تأسيس تلك الشركات* ‬يفوق القدرة علي* ‬الملاحقة،* ‬فكل شركة تلد منها عدة شركات والشركات الأخري* ‬تتداخل مع* ‬غيرها بصورة معقدة تبدو عصية علي* ‬الفهم لكن التقليب في* ‬الأوراق* ‬يكشف عن الأسلوب الذي* ‬جري* ‬اتباعه في* ‬تأسيس هذه الشركات وطريقة خروج الأموال والثروات*.‬


التفاصيل المحيطة بالأوراق* ‬غاية في* ‬الإثارة فهي* ‬تشير الي* ‬أن الأموال كانت تخرج من مصر بعدة طرق جزء منها* ‬يخرج كتحويلات من المصرف المتحد،* ‬الي* ‬سلطنة عمان والجزء الأكبر في* ‬حقائب علي* ‬الطائرات الخاصة،* ‬واليخوت في* ‬البحر الأحمر،* ‬ومن* »‬عمان*« ‬الي* ‬اليونان وفي* ‬اليونان* ‬يتم تأسيس شركات قانونية معنية بأعمال الوكالة والمحاماة وكل محام في* ‬اليونان حسب النظام فيها هو رجل أعمال داخل الشركة* ‬يقوم بإجراءات أعمال البيزنس وعلي* ‬أساس هذه الطريقة تشكلت دائرة شائكة ومعقدة من الشركات المتداخلة فيما بينها عن طريق شراء الأسهم*.‬


الشبكة الموجودة في* ‬اليونان مكونة من مجموعات* »‬عرب ـ مصريين ـ أوروبيين*« ‬وهي* ‬عبارة عن عدد من الشركات القانونية التي* ‬تقوم بشراء الأسهم والأوراق المالية والعقارات بالتداخل مع شركات أخري* ‬في* ‬قبرص*.‬


ولم* ‬يكن اختيار قبرص عشوائيا فهي* ‬لم توقع علي* ‬أي* ‬اتفاقيات لمنع* ‬غسيل الأموال،* ‬أو تسليم المحكوم عليهم،* ‬أو رد الأموال*. ‬وعلي* ‬خلفية الإجراءات التي* ‬سبقت تقوم الشركات الموجودة في* ‬قبرص،* ‬بتحويل الأموال الي* »‬بنما*« ‬وتوجيه الأسهم الي* ‬شركات أخري* ‬تم تأسيسها في* »‬بنما*« ‬ومنها الي* ‬الولايات المتحدة الأمريكية ثم بريطانيا لشراء العقارات والمصانع وأسهم الشركات*.‬


المغزي* ‬من هذه الإجراءات المعقدة ليس لها وصف سوي* ‬احتراف السرقة وتهريب الأموال عبر شركات القانون التي* ‬لا توجد عليها أي* ‬علامات استفهام في* ‬أوروبا وهي* ‬تضم في* ‬مساهماتها عدة بنوك للإمعان في* ‬التضليل ويفوق نشاطها المتداخل أسلوب* »‬المافيا*«. ‬نحن إذن أمام شبكة عنكبوتية حسب الملفات التي* ‬بذلنا جهدا في* ‬ترجمتها بدأت منذ أن كان جمال مبارك* ‬يعمل في* ‬بنك* »‬أوف أمريكا*« ‬بلندن ومنحه هذا العمل خبرة واسعة في* ‬كيفية استثمار الأموال،* ‬وإبعادالشبهات عن أصحابها بإقامة سياج من السرية والتعتيم لكن هذا لم* ‬يمنع من ظهور اسما علاء وجمال نجلي* ‬الرئيس،* ‬الي* ‬جانب أسماء أخري* ‬لامعة في* ‬نشاط المال والأعمال مثل إبراهيم كامل ومحمد البردعي* ‬ممثل بنك مصر*.‬


امتد نشاط البيزنس الواسع عن طريق تداخل الاستثمارات من عرب وأجانب في* ‬تلك الشبكة فقد كشفت الأوراق عن شراكة مع رنا زين العابدين التي* ‬تنتمي* ‬الي* ‬أسرة الرئيس التونسي* ‬السابق،* ‬وهذه السيدة لديها جنسية قبرصية*. ‬وعلي* ‬رأس هؤلاء الأردني* ‬وليد كابا الذي* ‬يحمل الجنسية البريطانية وهو اللغز المحير*.‬


البداية كانت تأسيس نواة الشبكة وهي* ‬شركة* »‬بوليون*« ‬للاستثمارات المالية وأدارها وليد كابا صديق جمال الذي* ‬تعرف عليه في* ‬لندن أثناء عمل الأخير في* ‬بنك* »‬أوف أمريكا*« ‬ثم تداخلت بوليون مع شركة أخري* ‬خارج نطاق الرقابة* »‬أوف شور*« ‬إحداها* ‬يطلق عليها* »‬بان ورلد*« ‬للاستثمارات وهكذا تتم عمليات التداخل والتشابك بغرض التضليل*.‬


إن تلال المعلومات والوثائق لم تتوقف عند كشف المزيد من الثروات المنهوبة التي* ‬جري* ‬استثمارها في* ‬مجالات مختلفة في* ‬أوروبا،* ‬فقد دخلت مساهمات نجلي* ‬الرئيس وإبراهيم كامل في* ‬أنشطة فنية وموسيقية وأنشئت مجموعة من الشركات لهذا الغرض بتاريخ* ‬2005*/‬7*/‬5* ‬مع مستثمرين من جنسيات مختلفة بولندية وأخري* ‬برتغالية مثل* »‬أولڤيرا*« ‬ويونانية مثل* »‬لوڤاج جورجيت*« ‬وتتواصل التفاصيل الي* ‬تأسيس شركة* »‬إيچيبت تراس*« ‬وتعني* »‬مصر الثقة*« ‬وهي* ‬إحدي* ‬شركات صناديق الاستثمار والمال ففي* ‬أوراق إجراءات تأسيس الشركة لا* ‬يوجد ما* ‬يوحي* ‬بأن جمال مبارك شريك أو* ‬يملك أي* ‬حصص فيها،* ‬وهذه الشركة تأسست في* ‬2001*/‬10*/‬23* ‬برقم* ‬67534*/‬526*/‬32* ‬لوكسمبرج*. ‬وأعضاء مجلس المديرين فيها إبراهيم كامل و»مايكل بيكيت*« ‬ممثل نادي* ‬لندن الدولي،* ‬و»مايكل ثابت*« ‬وحافظ الغندور،* ‬ثم جمال مبارك،* ‬الذي* ‬ظهر اسمه لأول مرة*. ‬ويضم مجلس الإدارة شاكر ألبرت خياط وأحمد منير البردعي* ‬عن بنك مصر،* ‬ومصر أمريكا الدولي*.‬


هذه الأسماء برمتها ظهرت علي* ‬الأوراق في* ‬14* ‬يناير* ‬2005* ‬وهذه الشركة أنشئت في* ‬جزر الكاريبي،* ‬والأسهم المملوكة لها تخص شركة أخري* ‬يملكها جمال مبارك اسمها* »‬حورس*« ‬للاستثمارات في* ‬الأوراق المالية،* ‬ودخلت هذه الشركة في* ‬مساهمات لدي* »‬هيرمس*« ‬في* ‬مصر*.‬


إذا كان هذا عن جمال مبارك،* ‬فإن الأمر لا* ‬يختلف كثيراً* ‬بالنسبة لشقيقه علاء*. ‬فهو لم* ‬يكن بعيدا عن النشاط العنكبوتي،* ‬فكشفت الأوراق الموجودة بحوزتنا أن ظهور علاء كان مقروناً* ‬بأنه مدير بالشركة إلي* ‬جانب آخرين سعيد شماسي* ‬سوري،* ‬ووليد كابا وسقراطوس سولوميدس* »‬قبرصي*«. ‬وعزت جارا وبكري* ‬السعدي* ‬كويتي*. ‬وكان ذلك منذ عام* ‬1996* ‬وكانت تتم عمليات بيع وهمية بأسماء صورية حتي* ‬لا* ‬يتم معرفة الأصحاب الحقيقيين لأصحاب الأسهم وهو نوع من عمليات* »‬غسيل الأموال*«.‬


ففي* ‬الاجتماع السنوي* ‬الذي* ‬عقد في* ‬لوكسمبرج بتاريخ* ‬1997*/‬8*/‬3،* ‬الساعة الرابعة مساء،* ‬كما هو مدون في* ‬المحضر*. »‬أشار إلي* ‬أن الهدف الاستثماري* ‬للشركة هو تحقيق الاستثمارات في* ‬الأجل المتوسط والطويل*. ‬نحو رأس المال من خلال توجيه الاستثمارات في* ‬أسهم الشركات المدرجة في* ‬البورصة المصرية*. ‬ويهدف ذلك للاستفادة من التقييمات المنخفضة للاستفادة منها علي* ‬المدي* ‬القصير بتحقيق أرباح عالية متاحة حالياً* ‬في* ‬السوق المصري*«.‬


إن هذا الأسلوب،* ‬لا* ‬يمكن له أن* ‬يتحقق إلا بمعرفة تامة بأسرار السوق،* ‬أتيحت لنجلي* ‬الرئيس السابق،* ‬لتحقيق أكبر قدر من الأرباح علي* ‬حساب نشاط البورصة*. ‬واستفاد من ذلك إبراهيم كامل وآخرون،* ‬متورطون في* ‬الشبكة العنكبوتية التي* ‬خرجت في* ‬صورة شركات،* ‬من رحم إجراءات قانونية متقنة وقادرة علي* ‬الإفلات*.‬


لم تتوقف مساهمات جمال وعلاء مبارك عند الأسلوب الغامض في* ‬شراء الشركات والأسهم،* ‬وإعادة استثمارها،* ‬بشراء المصانع والعقارات،* ‬فهناك مساهمات للشقيقين علاء وجمال في* »‬هيرمس*« ‬المتخصصة في* ‬الاستثمارات المالية،* ‬والمتشعب نشاطها في* ‬أوروبا خاصة قبرص*. ‬وكذلك* »‬هيرمس*« ‬المصرية التي* ‬تدخل استثماراتها في* ‬أنشطة متعددة بداية من توريد الأغذية والخدمات الجوية،* ‬وليس نهاية بالدخول في* ‬صفقات البترول*.‬


وللوصول إلي* ‬جوانب أخري* ‬من الحقيقة التي* ‬ظلت* ‬غامضة طيلة بقاء مبارك في* ‬الحكم،* ‬وتنامي نفوذ نجله الذي كان مثيراً* ‬للجدل،* ‬فهناك ضرورة تبدو مهمة للغاية،* ‬للبحث في* ‬تفاصيل قصة النشأة الاقتصادية لنجل الرئيس،* ‬والمقصود بها بداياته في* ‬البيزنس*.‬


جمال الذي كان* ‬يتم إعداده لتولي عرش الحكم في* ‬مصر،* ‬كان قد أنهي علاقته بالعمل في* ‬بنك* »‬أوف أمريكا*« ‬منذ عام* ‬1990،* ‬ومنذ ذلك التاريخ دخل جمال سوق المال،* ‬وكان كنزاً* ‬ثميناً* ‬للعديد من أصدقائه في* ‬أوروبا،* ‬وداخل مصر،* ‬فالجميع كان* ‬يتطلع لتوثيق العلاقة معه،* ‬فهي* ‬وحدها كافية لأن تفتح الخزائن داخل البنوك دون ضمانات وتحقيق أكبر قدر من المنافع*.‬


أسس جمال شركة* »‬ميد إنفنست*« ‬عام* ‬1996* ‬مع اثنين من أصدقائه،* ‬وكانت هي البداية في* ‬الانطلاق داخل أسواق المال والأعمال،* ‬كما أن الشركة كانت النواة الأولي التي* ‬زرعها نجل الرئيس في* ‬حقل الأعمال الذي لا حدود له فمن منشأته الأولي* ‬دخل مع صديقه* »‬وليد كابا*« ‬مساهماً* ‬في الشركة اللغز* »‬بوليون*«‬،* ‬التي* ‬توسع نشاطها علي* ‬خلفية دخول جمال مبارك صاحب العلاقات والاتصالات الدولية،* ‬من خلال سفرياته المتعددة إلي* ‬بعض الدول الكبري،* ‬والتي كان* ‬يحصل فيها علي موافقات بصفقات ضمنت له تعظيم ثرواته وأسهمه في* »‬بونيون*«‬،* ‬كما أن الشركة ذاتها اتسع نشاطها بشراكة بقية أسرة مبارك الحاكمة في* ‬مصر،* ‬التي* ‬ارتبطت بدورها في* ‬شراكات أخري* ‬مع عدد من الأسر الحاكمة في* ‬دول الخليج،* ‬خاصة السعودية وقطر*.‬


فدخلت* »‬بونيون*« ‬كمساهم رئيسي في* ‬شركة* »‬ماك*« ‬القطرية،* ‬العاملة في* ‬نشاط الاستثمار العقاري والمقاولات في عدد من الدول الخليجية والقاهرة ومدريد ولندن،* ‬وساهمت* »‬بونيون*« ‬أيضاً* - ‬التي* ‬يشارك فيها جمال وعلاء مبارك* - ‬في* ‬شركات مصرية بأكواد سرية* ‬غير معلوم أصحابها مثل شركات منصور والمغربي وبالم هيلز بالإضافة إلي* ‬الكثير من المساهمات الأخري*.‬


إن طريقة خروج تلك الأموال واستثمارها في* ‬شركات متداخلة،* ‬يفتح الباب علي* ‬مصراعيه بأن ما كان* ‬يجري في* ‬مصر ليس شأناً* ‬سياسياً،* ‬يحاول جمال صناعته ولكنه استثمار للوجود في* ‬دائرة صنع القرار لتحقيق الكثير من المآرب وتوسيع الأنشطة المتعددة،* ‬وإبعاد دخول عائداتها من الأموال إلي* ‬مصر*.‬


لكن من أين لجمال وعلاء وبقية أسرة الرئيس السابق تلك المليارات المرعبة في* ‬أرقامها؟


قطعاً* ‬ستظل الإجابة تائهة إلي* ‬أن تتحرك الجهات الحكومية والقضائية للتحقيق والمبادرة بالمطالبة بإعادة هذه الأموال*.‬


إن الوصول إلي* ‬تفاصيل الخريطة المتشابكة،* ‬وتحديد ملامحها بدقة،* ‬يحتاج لتدخل أجهزة مختصة بالتحري أو تكليف شركات تمارس هذا النشاط في* ‬البلدان الأوروبية،* ‬فما تحتويه الملفات من وقائع،* ‬دفعنا للبحث عن المزيد وإجراء اتصالات بالعديد من المصادر وثيقة الإطلاع علي* ‬ما* ‬يجري* ‬من أساليب في* ‬أسواق المال الغربية،* ‬خاصة دولتي اليونان وقبرص،* ‬وأفادت تلك المصادر بأن العمليات القذرة لتهريب الأموال،* ‬يحيط بها العديد من الأساليب المبتكرة،* ‬التي* ‬تتورط فيها شخصيات أخري* ‬غير علاء وجمال مبارك،* ‬هذه الشخصيات لها باع طويل في* ‬العلاقات مع العصابات الدولية المنظمة* »‬المافيا*«‬،* ‬سواء عن طريق عقد صفقات تجارة السلاح والحصول علي* ‬العمولات الضخمة،* ‬وليس بالضرورة أن تكون تلك التجارة لصالح مصر،* ‬فربما تكون لصالح منظمات وجماعات انفصالية،* ‬فحصيلة أرقام هذا النوع من النشاط القذر بلغ* ‬أرقاماً* ‬ضخمة،* ‬واللجوء أحياناً* ‬لتلك العصابات بغرض تهريب الأموال والعملات الصعبة،* ‬يتم في* ‬الغالب بالحصول علي* ‬نسبة* ‬40٪* ‬من حجم المبالغ،* ‬أم أن هناك شخصيات أخري* ‬تلعب دوراً* ‬كنوع من المجاملات عن طريق العلاقات بحكومات معظمها عربية،* ‬يتيح فرصة دخول الأموال وإعادة تصديرها وتحويلها عن طريق البنوك وربما تكون حالة خروج هذه الأموال الخاصة بعدد من رجال البيزنس في* ‬مصر تنطبق عليها الحالة الأخيرة*.‬


لكن في* ‬النهاية ليس أمامنا سوي القول*.. ‬بأن مصر كانت محكومة من عصابة احترفت النهب واتبعت أساليب العصابات الدولية،* ‬في* ‬تهريب ما جري* ‬نهبه بصورة تبدو* ‬غامضة،* ‬لكن كل المؤشرات تذهب إلي* ‬أنها عمولات عن تخليص مصالح،* ‬أو إتاوات مفروضة علي* ‬رجال البيزنس في* ‬الأنشطة الثقيلة وهي* ‬جميعها أموال قذرة*.


تعليقات