ليلة راس السنة





ليلة رأس السنة الميلادية هي ليلة 31 ديسمبر من نهاية العام هي أخر يوم في السنة الميلادية
 وفي كل عام من هذا اليوم يحتفل العالم ببدأ عام جديد , و عادة يتجمع في ليلة رأس السنة الجديدة ويبدأ العد التنازلي وتظلمة المدينة وتضيئ السماء بالالعاب النارية 
ولنتحدث عن رأس السنة في مدن العالم  ولنبدأبالساحات العالمية الشهيرة فهي تكتظ ليلاً بالناس الذين تدفعهم الرغبة بعمل شيء استثنائي في تلك اللليلة فنشهد من يلقي بالقنابل والدخان ويكسر السيارات أو الرقص الجنوني والشرب المفرط أو حتى انتظار تلك الليلة والقيام بأعمال خرقاء كالانتحار الفردي أو الجماعي. ومنهم من ينتظر تلك الليلة لإتمام مراسم خاصة كالزواج بتبادل الخواتم لحظة الساعة 12 أو الزواج تحت الماء وبناء الحصون الثلجية وتبادل القبل لحظة المرور بين السنتين. ولعل ممارسة بعض الأشخاص عادات وطقوساً غريبة في ليلة رأس السنة قد يلقي بظلال سوداء إعلاميا على بعض المشاهير كما حدث مع الأمير هاري ابن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز حين ارتدى قميصا رسم عليه الإشارة النازية.
ومهما اختلفت الوسائل والطرق فإن معظمها يبدو مقبولا وممتعا في حين يبدو بعضها غريباً وشاذا عن المألوف.لاحتفالات رأس السنة في الساحات العالمية طقوسها وغرائبها التي تجري كل سنة اذ تشهد تلك الساحات احتفاليات من نوع خاص، ويتدفق إليها الناس من كل حدب وصوب ويمارسون تقاليدهم وألوان فرحتهم تبعاً للعادات والبلد الذي يحتوي هذه الساحة وربما تكون ليلة رأس السنة فرصة للقاء أكبر عدد ممكن من الناس في تلك الساحات أو لحضور المراسم وأشكال عامة من الاحتفالات كالرقص وتبادل التهاني والتمتع بمشاهدة الألعاب النارية والعروض الفنية وغيرها.
وحسب التقليد المتبع في لندن يستمع مئات الآلاف من الأشخاص الى ساعة (بيج بن) وهي  تدق 12 مرة في “ترافلجار سكوير” من كل سنة ورغم برودة وسوء أحوال الطقس فإن كل تلك الحشود تتجمهر تحت أضواء الساحة اللندنية التي تعج بالكثير من البريطانيين وغيرهم ولدى سماع الساعة يصرخ الكثيرون ويتبادلون التهاني وينتظر العشاق الساعة 12 حتى يتبادلوا القبل وكلمات الحب والوعود بعام جديد وجميل بالحب والإخلاص.
وتتحول حديقة الهايد بارك في لندن ايضا ليلة رأس السنة إلى ميدان للتعبير عن الآراء وإيصالها إلى العالم بأسره لوجود عدد كبير من الناس والجنسيات وفرصة للتكلم وشرح وجهات النظر حتى لو كانت ضد الحكومة نفسها فتلك الرقعة مشهورة بحرية الكلام على أرضها لكل الجنسيات.
وفي فرنسا يتجمع حوالى نصف مليون شخص في جادة الشانزليزيه وينتشرون على امتداد 2،5 كيلومتر خصصت فقط للمشاة تحت حماية مشددة من الشرطة. فرأس السنة ليلة جنون حقيقي في هذا المكان. ونتيجة لتجمع عدد كبير من الناس في الشانزليزيه ومن جميع القوميات والأعراق فإن حصيلة الموتى في كل عام تتزايد بشكل ملحوظ ويعبر كثير من الناس عن فرحتهم بطرق غريبة للغاية فيصرخ بعضهم بشكل جنوني والبعض بشرب الكحول في الشوارع ويتفرغ لإيذاء الناس من حوله أو تدمير واجهات المحلات وإحراق السيارات. وقد يلقي أحدهم قنبلة بين الجموع أو يثير شائعة بوجودها مما يقلب الاحتفال إلى مأتم.
وفي نيويورك يتجمع نحو نصف مليون شخص في ميدان التايمز للاحتفال برأس السنة وإطلاق ألعاب نارية وصنع مجسمات واشجار ميلاد ضخمة وكرنفالات تعبر عن المناسبة.
في برلين شارك المئات من الأشخاص في حفلة ضخمة وسط المدينة رغم البرد القارس وتطلق الألعاب النارية عند بوابة براندبورج حيث يطلق1800 سهم ناري في غضون عشر دقائق. وتشهد الساحة الحمراء في موسكو حفلات موسيقية في الهواء الطلق ومسابقات شعرية رغم البرد القارس.
وفي كوالالمبور يتجمع آلاف الاشخاص في محيط برجي بيتروناس الاعلى في العالم لمشاهدة الالعاب النارية، أما الصينيون الذين لهم تقويمهم الخاص للعام الجديد فإنهم يمارسون كل أنواع الرقص في شوارع بكين ومن أهم وأغرب طقوسهم صنع التماثيل والوحوش والمهرجانات الكرنفالية ونفث النار في الهواء .
وقد يحتفل البعض احتفالا خاصا كرد فعل على الإرهاب والعنف كما حدث في أندونيسيا في جزيرة بالي في حضور خمسة آلاف شخص تجمعوا على شاطئ كوتا بالقرب من الملهى الليلي الذي تعرض لهجوم إرهابي أسفر عن مصرع نحو 200 شخص.
ومن الطقوس الغريبة أيضاً بناء قلاع ثلجية وحصون مزينة من الجليد والتزلج عليها وبناء رجال من الثلج و أسوار وهيئات معينة تدل على تلك المناسبة كما يحدث في الصين على الأغلب حيث يبرع كثير من الفنانين في تلك المناسبة في هذا المجال. وفي بعض السنوات بنى النحاتون الصينيون  تماثيل خاصة لحبيباتهم ليلة رأس السنة .
ومن العادات والطقوس الغريبة المتبعة في ليلة رأس السنة الانتحار اذ يقرر الكثيرون أن تكون تلك الليلة هي الخط الفاصل بين حياتهم الماضية ونهايتها.
اظهرت دراسة جديدة ان عدد المنتحرين يرتفع  ماشاء الله اكثر من عشرة اضعاف في رأس السنة من كل عام. ويقول باحثون في مركز ابحاث الانتحار والوقاية منه في السويد انه نظرا للمغزى الإضافي للأول من يناير/ كانون الثاني حيث يكون الإحساس بالوحدة والعزلة الذي يصيب الناس بالاكتئاب عشية العام الجديد اكبر يزداد الانتحار.
وتقول الاحصائيات ان أربعة أشخاص في المتوسط معظمهم من الرجال ينتحرون كل يوم في السويد التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة ولكن المثير في تلك الإحصائية ان هذا العدد يرتفع الى أضعاف مضاعفة ليلة رأس السنة في اليوم الاول من العام الجديد
وتنتشر ليلة رأس السنة ظاهرة الانتحار الجماعي اذ يقرر عدد من الأشخاص وأغلبهم من فئة الشباب أن ينتحروا في تلك الليلة فيبرمون اتفاقا بهذا ويجتمعون ليمسك كل واحد بسلاح ويقتل نفسه أو يضعون أنفسهم في غرف مغلقة ويحكمون إغلاقها ثم يبثون غازا قاتلاً أو يتناولون في تلك الليلة طعاما مسموماً أو يتجرعون مواد قاتلة عند الساعة الثانية عشرة.
وهناك الكثير من المواقف الاحتفالية الخاصة والغريبة في تلك الليلة فبعض العشاق يمسكون بخواتم الخطبة أو الزواج وينتظرون أن تدق الساعة ال 12 لتبادلها مع وعود الحب  وتسجل آلاف من حالات الزواج عندما تدق الساعة 12 كما أن هناك الكثير من المغامرين الذين ينتظرون ليلة رأس السنة بفارغ الصبر ليقوموا بحركات أو قفزة أو شيء مثير وخاصة أمام حشود عريضة من الناس ليلفتوا الانتباه بشكل أكبر من جهة وربما ليصورهم ويشاهدهم عدد كبير من الناس ورجال الاعلام.
ويحتفل البعض بمرور تلك اللحظة في أماكن قد تكون غريبة كسطح مبنى عال أو ضفة نهر أو على متن سفينة أو بين الشموع أو تحت المياه كما حدث مع غواصين أستراليين اذ احتفلا تحت الماء بمرور السنة الجديدة.

تعليقات