الصيام المسيحى وكيفية صيامه وقواعدة ومصدرة

الكنيسة هي التي حددت هذه الاصوام بما فوض لها السيد المسيح من سلطان وذلك في المجامع المسكونيه, فكما عقدت الكنيسة في عصر الرسل مجمعآ في
اورشليم بخصوص بعض القضايا الايمانية كما جاء في (اعمال الرسل15 :1 _29 )
فالكنيسة عقدت خلال تاريخها الطويل مجامع مسكونية للنظر فيما يواجه الكنيسة من قضايا خاصة بالايمان والعقيدة وتقرير ما تراه نافعآ لحياة ابنائها الروحية ومن هذه الامور قرارات المجامع بخصوص الاصوام الجماعية المعروفة في الكنيسة الان

وقديمآ الكنيسة كانت تسمح بوجبة واحدة مساء(اي بعد الغروب) ثم نقلتها الى الظهر مع السماح بوجبة خفيفة مساء
وكان الصوم يشمل الانقطاع عن نوع الأكل لاشراك الفقير المحروم من هذا الاكل

ومن جهة اخرى فأن الصوم يحمل بين طياته مسيحيتي الحقيقية وبين حروفه وضع دستور شريعتي:

1-حرف الصاد: صلاة ترتفع كالبخور امام الرب, وصدقة تبني جسورآ مع الاخر. 


2-حرف الواو: وفاق وود يجمع ابناء الله, يربط الحروف مع بعضها وهو يشبه الروح القدس.

3-حرف الميم: محبة نعيش في كنفها, وفي قلبها نحيا, ومن اجلها نعمل.

لقد مارس السيد المسيح نفسه الصوم فلو كان الصوم بلا اهمية لما صام رب المجد نفسه كما جاء في متى 4: 2
وصوم السيد ابرز اهمية الصوم لحياة المؤمن بشكل عملي كقدوة لنا 

وفي العهد القديم مارس انبياء كثر الصوم منهم موسى النبي, ايليا النبي, دانيال ,حزقيال , داود وغيرهم 

وفي العهد الجديد مارس الصوم تلاميذ المسيح منهم بطرس الرسول , بولس الرسول , الاباء القديسون 

وقد جاء في تعاليم الرسل الاطهار (من يوم الاثنين المقدس الى يوم الفصح) ويكتفي الصائمون فيه بتناول الخبز والملح والماء

وهنا تتسأل عن الاكل النباتي 
ليس الانقطاع عن اللحم عقيدة في الصوم المسيحي الكنسي لانه لو كان الانقطاع عن اللحم عقيدة فأن اكل النباتي يصبح عقيدة وبالتالي فأن تناول اللحم بعد الصوم يصبح كفرآ ولهذا فمن عير المنطقي ان نقول ان الانقطاع عن اللحم عقيدة, فالعقيدة هي الامتناع او الانقطاع عن الخطيئة لان الامر الالهي في الفردوس كان

"لاتأكل, فيوم تأكل منا موتآ تموت "تكوين 2_ 7

وهذا يعني الانقطاع عن كل ما يسيء لله وللأنسان نفسه لكن البعض اخذ بالانقطاع عن اللحم حسب قول بولس الرسول:

"اذا كان اللحم يشكك اخي فلن اكل اللحم ابدا"

وبنفس الوقت يخطىء من يظن ان الانقطاع عن المشتقات الحيوانية انه اهمال للطعام او انكار له, فالمسيحية بالصوم لا تتنكر للطعام (لانه هبة الله) انما من خلال الصوم نكتشف معنى الاكل ومعنى الطعام الحقيقي كما قال السيد المسيح له كل المجد :

"ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" متى 8 _ 3

"لاتعملوا للقوت الفاني بل اعملوا للقوت الباقي للحياة الابدية " يوحنا 6 - 27

والصوم هو اول وصية اعطاها الله لأدم في الجنة اذ قال له: 
(واما شجرمعرفة الخير والشر , فلا تأكل منها )

وهي الوصية الوحيدة في الفردوس ان يصوم الانسان عن نوع معين من الطعام ولا يتناول طعاما الا من يد الله 

والصوم في العهد الجديد حيث جعل السيد المسيح له المجد الصوم كواحد من اعمدة الحياة الدينية الثلاثة(الصدقة_ الصوم_ الصلاة)

وعلى جبل التجلي وقف ثلاث يضيئون بنور مجيد وكانوا ثلاثتهم ممن اتقنوا الصوم حيث صام كل منهم اربعين يومآ واربعين ليلة وهم:

السيد المسيح له المجد (متى 2 - 4) 

موسى (خروج 40 - 28)

وايليا ( 1ملوك 19- 8)

وظهور موسى وايليا مع المسيح هو بتجلي ايليا بالروح وتجلي موسى بالجسد وضهورهما مع المسيح لكي يرينا ان الطبيعة التي ستتجلى في الابدية هي التي تقهر الجسد بالصوم

ولو اتممت لك عن الصوم لاستغرق ذلك عدة صفحات هنا ولكن اكتفي بهذا فأن هناك ايات كثيرة في العهد القديم والجديد تتكلم عن الصوم النباتي للانبياء والرسل 


تعليقات