هل جسد السيد المسيح مخلوق ؟؟؟

وردت عبارة " مولود غير مخلوق " في قانون الإيمان الذي صدر عن مجمع نيقية وذلك للرد على فكر أريوس الهرطوقي الذي حاول أن يفسر الولادة في الذات الإلهية لله الواحد بأنها نوع من الخلق، ومن ثم قال
بولادة المسيح من الله حتى يخدع بسطاء المؤمنين وفسرها بأن الله خلقه قبل الأزمنة، بل وأضاف أنه خلقه من العدم، وهذا التفسير الهرطوقي لا صلة له بالمسيح ولا وجود له في الكتاب المقدس، بل اخترعه هو من نفسه ومن فلسفة أفلاطون، فقد تأثر أريوس بفكر أفلاطون الذي قال أنه كان هناك الإله غير المعروف وغير المدرك وكانت هناك المادة الذي رأى أنها أزلية وغير مخلوقة، ولما أراد هذا الإله غير المدرك أن يخلق حياة في الكون أوجد اللجوس، الكلمة، وخلق بواسطته كل الكائنات الحية، فأخذ أريوس هذا الفكر والذي تأثر به من قبله أستاذه لوكيان السوري، وطبقه على المسيح، دون أن يدرك أن القديس يوحنا الإنجيلي نفى هذا الفكر الأفلاطوني نفياً حاسماً بقوله: " في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله " (يو1 :1).
والقديس يوحنا هنا قصد بالروح القدس أن يبدأ بـ " الكلمة " فقال قوله " في البدء كان الكلمة " قبل أن يقول أنه كان عند الله وكان الكلمة الله ليؤكد عدم وجود أي أسبقية للآب عن الابن، كما استخدم في قوله " كان " في الحالات الثلاثة " كان الكلمة وكان عند الله " و " كان الكلمة الله " الزمن الماضي التام الناقص والذي يعني هنا الذي لا بداية له.
أي كان الكلمة في البدء بلا نهاية، وكان مع الله بلا بداية وكان هو الله بلا بداية.

وأمام موقف أريوس هذا وضع مجمع نيقية عبارة " مولود غير مخلوق " بناء على فكر الكتاب المقدس وآياته وليس فكر أفلاطون. فالكتاب يقول " الابن الوحيد الذي في حضن الآب " (يو1 :18)، فهو في حضن الآب بلا بداية بلا نهاية ومولود من ذات الآب بلا بدابة وبلا نهاية، فهو كلمة الله وحكمة الله " المذّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم " (كو2 :3)، وعقل الله الناطق ولا يمكن أن يوجد الله أبدا ولا يكون بدون كلمته وحكمته وعقله، كما قال " أنا والآب واحد " وأنه موجود في ذات الآب بلا بداية " مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي " (يو15 :26). فالروح القدس من عند الآب ينبثق والابن مولود من الآب وفي حضن الآب، وهو، الابن، يرسل الروح القدس المنبثق من الآب، دلالة على حقيقتين (1) أنه في ذات الله ويرسل روح الله الذي هو روح الآب من ذات الآب، (2) وإيضاحا لحقيقة الوحدة في الذات الإلهية بلا انفصال، وأن الروح القدس روح الله روح الآب، هو أيضا روح المسيح بلاهوته، " وأما انتم فلستم في الجسد بل في الروح أن كان روح الله ساكنا فيكم. ولكن أن كان احد ليس له روح المسيح فذلك ليس له (رو8 :9). " الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء. الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها " (1بط1 :10و11). " لأني اعلم أن هذا يأول لي إلى خلاص بطلبتكم وموازرة روح يسوع المسيح " (في1 :19). " ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا يا أبا الآب " (غل4 :6). وهنا نقطة حاسمة، فإذا كان الروح القدس، روح الله، هو نفسه روح المسيح، الابن، الابن الوحيد الذي في حضن الآب، والذي يرسله أيضا الابن،المسيح، من ذات الآب، كما يرسله الآب باسم الابن، المسيح، فهذا يؤكد الوحدة في الذات الإلهية وأستخالة الانفصال واستحالة أن يكون الكلمة مخلوقا.
 " (يو17 :3)، ولأنه من الله وفي ذات الله بلا انفصال، سواء قبل التجسد أو بعده، بلا بداية بلا نهاية، قال "


وهذه ادلة على ازلية السيدالمسيح

يقول في سفر الرؤيا الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي،وَمِنَ السَّبْعَةِ الأَرْوَاحِ الَّتِي أَمَامَ عَرْشِهِ،( رؤيا 1 : 4 ) من ذلكالذي يستطيع ان ينتزع الأزلية من ذلك "الكائن" او"الذي كان" ؟

وقال المسيح «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَاكَائِنٌ».( يوحنا 8 : 58 ) وهذه الكينونة لا علاقة لها لا بالزمان اوالمكان

وقد قال ميخا النبي سنة751ق.م وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِمُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ».( ميخا 5 : 2 )
ويقول في المزامير مُنْذُ الأَزَلِ إِلَىالأَبَدِ أَنْتَ اللهُ. ( مزمور 90 : 2 )
ويقول اشعياء واحدة من اجمل واروعالايات التي تبين بوضوح ازلية الكلمة تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. اسْمَعُوا هَذَا. لَمْأَتَكَلَّمْ مِنَ الْبَدْءِ فِي الْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَوَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ. ( اشعياء 48 : 16 )


«
اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ. وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ. أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ ( اشعياء 48 : 12 )
أَنَاالأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ». ( رؤيا 22 : 13 )وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ سِمِيرْنَا: «هَذَا يَقُولُهُالأَوَّلُ وَالآخِرُ، الَّذِي كَانَ مَيْتاً فَعَاشَ. ( رؤيا 2 : 8 )ثُمَّقَالَ لِي: «قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُوَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِمَجَّاناً. ( رؤيا 21 : 6 )

يوحنا 1 : 1 ) فِي الْبَدْءِ كَانَالْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُاللَّهَ.الاية تقول في البدء كان ولم يقول كانت يعني كينونة لا علاقة لهابالزمان والمكان
ثم يقول كان عند الله معلن ذلك أن الكلمة الابن سرمدي أزلي.

ابونا عبد المسيح بسيط

تعليقات