محمد وقريش ونهاية الإسلام




محمد وعلاقته بقريش ... وماذا كان من تطور هذه العلاقة؟
جبريل (أكبر): بعد أن هاجر محمد إلى يثرب بما يقرب من عام ونصف بدأ رحلة ارتداده إلى الوثنية ... وفي الوقت الذي بدأ هذا الارتداد ، بدأ العداء يتزايد ضد أهل الكتاب ، ويزداد حنينه إلى أصوله القرشية.
ما مظاهر هذا الحنين؟
جبريل (أكبر): بدأ أولا بتغيير قبلة الصلاة من بيت المقدس (أورشليم) إلى الكعبة الوثنية (2) ، ثم أتبع ذلك بتغيير صيام عاشوراء اليهودي إلى صوم رمضان الشهر العربي (3) ثم بدأ يتجاهل مفهوم الشرك بالله دون أن يدري..!!
ماذا تعني بهذا ؟ أنا أعلم أن محمد كان ينادي بإله واحد لا شريك له ...!!
جبريل (أكبر): لقد بدأ محمد في الاشتراك مع إلهه في السلطان و الكرامة ، فبدأ يصنع من نفسه شبيه بالآلهة
وما دليلك على هذا؟
جبريل (أكبر): لقد بدأ النص القرآني في الكثير من المواقف يشير إلى أن التشريعات و الأوامر و النواهي أنها من "الله ورسوله" ، وقد بدأ هذا التركيب اللفظي منذ سورة الجن في أواخر الفترة المكية عندما كان في قمة اليأس من ايمان أهل الطائف ، فإذ به يكتب في قرآنه { وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً } (4) ، فربط العقاب الأخروي ليس بعصيان الله فقط بل وعصيانه هو أيضا ، ثم استمر في الكثير من السور المدنية بعد ذلك يكرر هذا التوحد بينه و بين إلهه ... وكأنما كان راغبا في الألوهية فقرر أن يعادل نفسه بإلهه الذي اخترعه
فطالب مثلا بطاعة الله ورسوله وعدم العصيان (5)
و أكد صراحة {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه } (6) معادلا نفسه بإلهه ...
بل أنه طالب بالإيمان بالله ورسوله (7) ، مع أن الإيمان لا يكون بالأنبياء بل بالآلهة فقط
و أنزل العقاب الدموي لمن يحارب الله ورسوله (8)
و أكد على أنه ولي وراعي للمسلمين مع الله (9)
وأعلن اشتراكه في الكرامة مع إلهه في ما يقرب من 54 مناسبة مختلفة في النص القرآني (10)
ولكن هذا التحول التدريجي إلى الوثنية والشرك ، هل صاحبه تحولات أخرى؟
جبريل (أكبر): بالتأكيد ... فقد تحول من السلم إلى الحرب ، فلم يسلم أحد من سيفه
قام محمد بما يقرب من 78 غزوة أو سرية في آخر عشر سنوات من حياته في الفترة المدنية (11)
كان هدفها في أوائل الهجرة هو سرقة القوافل القرشية ، فبدأ بإرسال سرايا (12) لقطع طرق التجارة إلى الشام على قريش ... وكانت أول سبعة منها فاشلة (13) ، و في آخر الهجرة كان هدفها إكراه القبائل العربية الوثنية و اليهودية و المسيحية على اعتناق دين لم يريدوه (14)
 هل تابع النص القرآني هذا التحول من السلم إلى الحرب؟
جبريل (أكبر): نعم ، فقد تحول النص القرآني من التسامح في (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (15) و (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (16) ...
إلى القصاص في (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ) (17) ، و(فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) (18)...
ثم أخيرا إلى آيات القتال الصريح بلا رادع أو قانون أخلاقي أو ديني مثل " فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ " (19) ، ثم اتجه إلى الأمر الصريح بقتال اليهود و المسيحيين (20) ، بل أنه تعمد إلى التقول باطلا على اليهود و المسحيين واتهامهم بلا ليس من إيمانهم ، فأدعى مثلا أن اليهود تؤمن بعزير ابنا لله ، على الرغم أن الدارس لتراث اليهود لن يجد مثل هذا الإيمان ، و أدعى أيضا أن المسيحيين يؤلهون مريم العذراء كجزءا من ثالوثهم ، على الرغم من أن ذلك لا ينطبق إلا على طائفة صغيرة من بدعة المريميين والتي لا تعتبر من المسيحيين ولا ينطبق على المسيحيين عامة (21).
وماذا عن الجانب السياسي و الدهاء؟
جبريل (أكبر): من تحولات محمد في المدينة أيضا ، أن تحول من الكود الأخلاقي الذي سار عليه في مكة ، إلى الكود السياسي والذي يحكمه المصلحة ، فكان يدفع الأموال لبعض المؤمنين ليشتري إيمانهم فيما يسمى بالمؤلفة قلوبهم (22) ، وتحول الإيمان إلى سلعة ، من لم يرد شرائها وكان ضعيفا قُتل ، ومن تمنع بقوة قبيلته تم شراءه ، ومن هنا تباعد الدين المحمدي عن الاخلاق تدريجيا ، مما أباح لمحمد في وقت لاحق من التلاعب بالبشر و النساء (23) وبوحي إلهي مني أنا شخصيا ...!!
وماذا عن المستوى الشخصي ، هل كانت المصلحة حاكمة أيضا على تصرفات محمد؟
جبريل (أكبر): بالتأكيد ، وقد أكدت لك في حواراتنا السابقة عن كثير من الأمثلة على كيفية امتثاله لشهوات القلب وخطايا الضمير ، وكان القرآن جاهزا للتبرير ، ومن الأمثلة الصارخة على تغليب مصلحته الشخصية محاولاته المستميتة لقتل زيد بن حارثة ابنه السابق بالتبني بعد أن تزوج من زوجته زينب بنت جحش في السنة الخامسة هجرية (24) ، ، ففي محاولة للتغطية على جريمته ، فقد تعمد محمد ارساله في الكثير من السرايا و الغزوات ليتخلص منه ، فأرسله إلى أربع غزوات في العام السادس هجرية (25) ، وقد اصيب زيد في احداها ، ولم يسترح محمد إلا بعد أن أرسله إلى معركة مؤتة و كان يعلم أنها أول معركة مع الروم و أن احتمالات الانتصار فيها تكاد تكون معدومة (26) فمات زيد هناك شهيد العشق ، و شهيد شهوة محمد لزوجة ابنه .
ماذا عن علاقته بقريش ، قبيلة نسبه المشكوك فيه الوثنية؟
جبريل (أكبر): بعد السرايا و الغزوات الفاشلة الأولى ضد قوافل قريش ، كان أول غزة ناجحة هي سرية عبد الله بن جحش إلى نخلة (27) ، وفيها نجح و لأول مرة القيام بسرقة اسلامية من عير قريش ، وبالطبع لم تأخذ هذه الغزوة حظها من الشهرة لأنها لم تكن بقيادة محمد نفسه ، و إنما نالت بدر الثانية (الكبرى) كل الشهرة لأنها كانت بقيادة محمد .
وماذا عن هذه البدر الثانية؟
جبريل (أكبر): أنتصرت فيها فرقة محمد على فرقة من أهل قريش ، ومن هذه المناوشة خرج كم من الأساطير أشاعها محمد ومن بعده المسلمون ، ومنها تأييد الله لمحمد بثلاثة الآف من الملائكة (28) وهي من الأساطير المثيرة للضحك ، فما الحاجة لثلاثة الآف من الملائكة في مواجهة بضع مئات من البشر .
وعلى الرغم من أن صورة محمد الحالية في أذهان الاتباع أنه القائد العسكري الشجاع ، إلا أنه كان من المعروف عنه الاختباء أثناء المعارك داخل خيمته الخاصة (29) ، وترك الأخرين من الأغبياء لوغى الحرب مثل الغبي عوف بن الحارث الذي قتل نفسه رغبة في الحور العين (30) .
كان أكثر ما أسعد محمد في هذه المعركة ، و أشفى غليله هو قتله عدوه اللدود أبي جهل (31)
ماذا كان تفسير محمد اذن لهزيمة أُحد في العام الثالث هجرية؟
جبريل (أكبر): لم يستطع محمد أن يفسر هزيمة أحد بعد بدر بعام واحد ، و لم يعرف أن يفسر لقومه أين ذهبت الملائكة ، ولماذا لم تحامي عنه الملائكة مما أصابه من كسور و تشوه في الوجه وهو يحاول الاختباء من وغى الحرب (32)
كان تخبط المسلمين عظيما حتى أنه سرت شائعة أن محمد قد قُتل ، فهرب المسلمون مذعورين ، وقد سجل محمد استنكاره لهم ولجبنهم في نصوصه القرآنية (33) ، وفي محاولة مستميتة ليستعيد هيبته التي فقدت ، عاد يذكر الناس في قرآنه بانتصار بدر (34) ، و لأن البعض كذب نبوته بعد الهزيمة تولى مهددا في القرآن بعاقبة من كذب الرسل الأولين (35) ، ثم عاد ليؤكد أن الموت بإذن الله ، و أن القتلى عند الإله أحياء يرزقون (36) ،
والمضحك أن محمد بعد العلقة الساخنة التي أخذها في أحد عاد إلى المدينة ، ثم نادى قومه في حركة مسرحية بأن يخرجوا مرة أخرى و جراحهم ساخنة ليرهبوا العدو ، مما أثار المزيد من التساؤل ، فلماذا لم يرهبهم محمد بالملائكة في أثناء معركة أُحد (37)، وكانت الحملة فاشلة بالطبع و لكنها في الاساس كانت من أجل المكياج السياسي ، وترسيخا لثقافة الإرهاب الاسلامي فيما بعد.
وكيف تحولت الدفة لصالح محمد بعد ذلك بعد هذه الهزيمة النكراء؟
جبريل (أكبر): في العام الرابع تفرغ محمد لليهود ، لتغطية فشله مع قريش فطرد بني النضير كما قلت اك من قبل (38) ، ولم تتحول الدفة لصالح محمد إلا بغزوة الخندق الفاشلة التي قامت بها قريش (39) ، وعلى الرغم من فزع المسلمين في بداية هذه الغزوة (40) ألا أن قريش فشلت في حصارها بسبب خدعة سلمان الفارسي و حيلته في حفر خندق حول المدينة ، والتي منعت قريش و حلفاءها من اقتحام المدينة ، فمنع الخندق محمد من شر الهزيمة (41)
بماذا أفادت غزوة قريش الفاشلة محمد وكيف ساهمت في تقوية شوكته؟
جبريل (أكبر): بدأت هيبة قريش تسقط بين القبائل بعد هذه الغزوة الفاشلة ، مما ألجأها إلى عقد صلح الحديبية مع محمد عام 6 هجرية ، عندما حاول محمد أن يحج إلى الكعبة فمنعته على أمل أن تسمح له بالحج في العام التالي (42)
ومن شروط هذا الصلح أن من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده فليدخل فيه ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم فليدخل فيه فدخلت بنو بكر في عقد قريش وعهدهم ودخلت خزاعة في عقد محمد ، وقد أنكرعمر بن الخطاب هذا الصلح (43) ، ولكن محمد اعتبره فتحا عظيما لأنه اعتراف ضمني سياسي بنفوذه المتزايد وفي هذا كتب سورة الفتح (44)
هل التزم محمد بهذا الصلح؟
جبريل (أكبر): بالطبع لا ، فقد كان من ضمن شروط الصلح أن يرد محمد كل من يأتيه مسلما من قريش ، ولكنه لم يحافظ على هذا البند ، فلما هربت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في تلك المدة من مكة إلى المدينة ، خرج أخواها عمارة والوليد ابنا عقبة من قريش حتى قدما على محمد يسألانه أن يردها عليهما بالعهد الذي بينه وبين قريش في الحديبية ، فلم يفعل (45) ، وسجل محمد هذا في قرآنه ليتنصل من تبعة كسر الصلح و يلقي بالمسئولية على إلهه (46)
وماذا عن قريش ؟ هل التزمت ببنود الصلح ؟
جبريل (أكبر): نعم ، لقد كانت أكثر شرفا من محمد ، فسمحت له أن يعتمر في مكة في العام التالي طبقا للبنود ، فقام بعمرة القضاء ذو القعدة 7 هجرية وسماها عمرة القصاص ، حيث أنه أقتص من قريش ، ودخل مكة في ذي القعدة في نفس الشهر الحرام الذي صدوه فيه (47) ، وخلال هذه العمرة عرضت أمراة ولهانة نفسها على الرسول ليستنكحها ، وما كان لمحمد أن يرفض عرضا جنسيا ، فتزوج ميمونة بنت الحارث وسجل الحادثة في خواطره في القرآن تبريرا لشهوته الجنسية وشبقه (48)
هل هذه كانت بداية الانتكاس إلى وثنية الجاهلية؟
جبريل (أكبر): بالفعل ، فمع عمرة محمد أعاد شعائر الحج الوثنية إلى الحياة بثياب جديدة إسلامية
فأعاد قيمة الكعبة الدينية بما فيها من أوثان (49)
و أمر الناس بالحج كفرض إلهي من الأركان الخمسة للإسلام (50) على الرغم من أن القبائل الوثنية كانت تفعل الشئ نفسه قبل الإسلام (51) ، ولكي يبرر هذا التحول إلى بقايا الوثنية ، أرجع أصول الكعبة إلى ابراهيم (52)
ماذا في الحج من شعائر الوثنية؟
جبريل (أكبر): كانت العرب في مراحل زمنية عديدة تطوف بالكعبة عرايا استعدادا لممارسة شعائر جنسية خاصة بالخصب و الابتهال لآلهة القمر (53) ، وكان طواف الرجال في النهار والنساء ليلاً .(54)
احتفظ محمد بالطواف حول الكعبة ولكنه دعا المسلمين إلى نبذ التعري الكامل ،و لبس ما يستر العورة فقط ، فبقت الشعيرة بلا معنى دون الرجوع إلى أصولها الوثنية الجنسية
ماذا عن بقية شعائر الحج؟
جبريل (أكبر): شعيرة التلبية "لبيك اللهم لبيك" أيضا ، كانت تقولها العرب قبل الاسلام تلبية للأوثان ، كل لآلهته (55) ، و أيضا الحجر الأسود ... وما أدراك ما الحجر الأسود.
هل كان للحجر الأسود دورا في الجاهلية الوثنية ؟
جبريل (أكبر): الحجر الأسود (56) كان من الأحجار النيزكية التي سقطت و احترقت في الغلاف الجوي ، ولكن بالنسبة للعرب ، كان هذا حدثا إلهيا ، فما ينزل من السماء حيث الآلهة هو من عند الآلهة ، فجعله العرب رمزا لإله القمر مما كانت تتبرك به النساء في الشعائر الوثنية من أجل مزيد من الخصوبة (57)
وماذا عن الصفا والمروة و السعي بينهما؟
جبريل (أكبر): كان هناك تمثالان لصنمين هما أساف الذكر ونائلة الأنثى على الصفا والمروة بالترتيب ، وكانا جزءا من شعائر الخصوبة و الجنس الجماعي قبل الاسلام (58) ، فكانا رمزا في الجاهلية لتلاقح الذكر و الأنثي ، ولأن بعض العرب كانوا في تحرج من هذه العادة القبيحة ، عاد محمد و أباح الشعيرة لهم في القرآن و أكد أنهم إن فعلوها فلا جناح عليهم ، دون أن يفسر إسلاميا ويشرح ما فائدتها (59)
هل كان العرب أيضا يقفون بعرفة في الجاهلية؟
جبريل (أكبر): بالتأكيد ، فعرفة أو عرفات ، كان بمعنى الجماع الجنسي بين الذكر و الأنثى ، ، فأن يعرف الرجل المرأة تعني بأن يجامعها ، وذُكرت بالجمع لأن ما كان يحدث في الجاهلية هو حفلات جنس جماعي استجلابا للخصوبة وخير الآلهة ، فلم يكن رجلا واحدا يعرف أمراة واحدة ، بل كانت حفلة عرفات ، أي جماع بلا تمييز .
حقيقة لم يدعو محمد أتباعه للمارسه هذه الشعائر ، ولكنه احتفظ بها دون أن يفسرها التفسير الإسلامي المقنع ، فظلت شاهدا على رغبته الدفينة في العودة إلى دين الآباء مع تغيير واحد فقط هو ألا يشرك أحد الآلهة بإلهه أكبر ، إلا هو فقط ، من أجل الحفاظ على وحدة العرب السياسية تحت لواء إله واحد رافعا لراية الجهاد. (60)
إذن كان محمد يحاول أن يحتفظ بتراثه الأصلي الوثني ، فهل ساهم ذلك في كسب المزيد من الأتباع من بني قريش ؟
جبريل (أكبر): لقد بدأ الكثير من القرشيين في التحول إلى جبهة محمد ، ليس رغبة في دين جديد ، و إنما تحالفا مع الأقوى ، منهم مثلا عمرو بن العاص الداهية المشكوك في نسبه هو أيضا ، و الذي ظل هو و أباه العاص بن وائل على عداء مع محمد ، فقد عاير العاص محمد بأنه أبتر أي لا يستطيع الإنجاب (61)
أدرك عمرو بن العاص أن نجم محمد يعلو ، و أنه لو بقى إلى جانب قريش لكان من الخاسرين ، وبمبدأ نفعي واضح أعلن إسلامه ، ومعه خالد بن الوليد في نهاية العام السابع الهجري وبداية الثامن (62)
متى تحقق النصر الكامل لمحمد و إخضاع قريش؟
جبريل (أكبر): تحقق ذلك بغزو مكة في شهر رمضان من العام الثامن من الهجرة ، فقد تحجج محمد بنزاع بين خزاعة حليفته و بين بني بكر حلفاء قريش ، وقرر دخول مكة مستعرضا لقواته ، وقد حاول أبو سفيان كبير قريش أن يتجنب الحرب وأن يمنع دخول محمد لمكة ففشل (63) ، وعلى الرغم من هذا فقد ظل ابا سفيان غير مؤمنا بمحمد إلا على مضض ، فقد قال له محمد : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله " قال بأبي أنت وأمي ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك أما هذه والله فإن في النفس منها حتى الآن شيئا . فقال له العباس ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل أن تضرب عنقك (64) ، فأسلم أبو سفيان على حد السيف شاهدا وبقوة إلى قوة إقناع محمد لمخالفيه ، وفرضه على ضمائرهم دينا لم يقبلوه ...
ماذا فعل محمد عندما تحقق له النصر على قريش ؟
جبريل (أكبر): أعفى محمد قبيلة طفولته من أوزار الحرب ، ولم يسحقهم كما فعل مع قبائل المسيحيين واليهود والقبائل الأخرى ، وعندما حاول أحد الأنصار "سعد بن عبادة" أن ينتقم من قريش ، وأن يأمر لواء جيشه بالهجوم على مكة ، منعه محمد معطيا راية الجيش لعلي بن ابي طالب (65) ، انقاذا لقريش ومكة ...
هذا التسامح المؤقت و الملئ بالمحاباة لم يمنع محمد من قتل البعض ممن هددوا هيبته
ومن هؤلاء المتمردون ؟
جبريل (أكبر): أمر محمد بقتل بعض الأشخاص ممن شككوا في دعواه ، أو تعمدوا احراجه أو هجاءه (66)
ومنهم عبد الله بن الخطل الذي أمر بقتله فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة
و أيضا قينتا عبد الله بن خطل فرتنى وصاحبتها ، وكانتا تغنيان بهجاء محمد ، فقتلت إحداهما ، وهربت الأخرى ، حتى استؤمن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فأمنها
كذلك الحويرث بن نقيد ، ومقيس بن حبابة ، وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب .
وعكرمة بن أبي جهل الذي هرب إلى اليمن ، وأسلمت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام فاستأمنت له من محمد فأمنه فخرجت في طلبه إلى اليمن ، حتى أتت به محمد فأسلم ...
أما من كان لهم وساطة فقد نجوا من حكم الإعدام مثل الحارث بن هشام وزهير بن أبي أمية بن المغيرة وقد أنقذتهما وتوسطت لهما أم هانئ بنت عم محمد (67)
وكذلك عبد الله بن سعد بن ابي سرح وكان كاتب محمد ثم ارتد عندما شعر أن محمد يقتبس منه جملا يكتبها في القرآن ، فلحق بمكة مرتدا ، وكاشفا للحقيقة ، فكان من أوائل من دجعا محمد إلى قتله ، ولم ينقذه إلا عثمان بن عفان أخوه في الرضاعه عندما استحل محمد دمه (68).
بعد غزو مكة ، تم اخضاع قريش ، هل هذا كان كافيا لإخضاع بقية العرب؟
جبريل (أكبر): أول ما تمكن محمد من مكة منع حج بقية العرب إليها ، ليجعلها حكرا على المسلمين من أتباعه (69) فكان دخوله مكة و اخضاعة قريش رسالة واضحة لبقية القبائل و نقطة تحول في تاريخ محمد ، ففي العام التاسع هجرية ، قدم الكثير من الوفود من قبائل العرب فروض الطاعة خوفا من بطشه ، ولكن هذا لم يمنعه أن يقود حملته الأخيرة التي قادها بنفسه في نفس العام إلى تبوك ، ومع أنه كان بين العرب منتصرا إلا أن الكثير من أتباعه كانوا في خوف عظيم من مواجهة الروم في تبوك (70)، فرفض المسلمين الخروج للقتال (71)
فهاجمهم محمد في قرآنه ثم عاقبهم بفرض صدقة اجبارية عليهم (72) ، وكان منهم ثلاثة لم يتب عليهم محمد مباشرة هم كعب بن مالك و مرارة بن الربيع و هلال بن أمية ، لأنهم كانوا المحرضين على عدم الخروج للحرب ، فحظر عليهم زوجاتهم والتواصل مع أهلهم لمدة 50 يوما وإن تاب عليهم في في آخر الأمر (73)
وبعد أن أنهى حروبه ، وشرع القتال لأتباعه ليكملوا المسيرة ... ماذا عن أيامه الأخيرة؟
جبريل (أكبر): في أحد أيامه الأخيرة ، وكان يعلم بمرضه وشيخوخته، صعد محمد جبل عرفات ... ومنه ألقى خطبة الوداع (74) ، ثم حج حجة الوداع (75) ...
ولما أتاه مرض الموت ، فضل أن يموت على فراش عائشة ، ومن الغريب أنه حاول أن يتراجع على فراش الموت ، و أن يكتب كتابا يمنع المسلمين من الضلال في محاولة ربما للتوبة قبل الموت ، و لكن الموت و الصحابة لم يمهلوه ليفعل ذلك ، فقد أتهمه الصحابة بالجنون و تخريف الموت (76) ، وفي عمق هذه اللحظات الحرجة والدرامية ، لم يسلم الأمر من مواقف طريفة
عن أي مواقف طريفة تتحدث؟
جبريل (أكبر): بينما كان الجميع مشغولا بمرض محمد ، دخلت دابة و أكلت أجزاء من صحائف القرآن مما كان يحتوى على آية الرجم و رضاع الكبير ، وكانت موضوعة تحت سرير عائشة (77) ، مما سبب حرجا بعد ذلك للمسلمين الذين كانوا يدعون سلامة القرآن وحفظ الإله له من التحريف.
وماذا كان رد فعل المسلمين لموت رسولهم؟
جبريل (أكبر): بدأ الصراع بين المهاجرين و الأنصار ، على الخلافة ، وحُسم لصالح أبي بكر بمساعدة عمر بن الخطاب ، ولم ينل الأنصار أي نصيب من الكعكة على الرغم من أنهم هم الذين بنوا أمبراطورية محمد بقوتهم العسكرية ، و لولاهم لما أخضع محمد العباد و البلاد (78)
ولم تمض فترة قصيرة حتى أرتدت الكثير من القبائل العربية عن الاسلام في تعبير صريح عن رفضهم لهذا الدين ، فهم لم يخضعوا إلا للسيف ، ولكن هيهات أن نسمح لمشروعنا بالفشل ، فقد قام أبو بكر بحروب دموية أخضع فيها القبائل المتمردة فيما أسماه التاريخ بحروب الردة (79) مستخدما خالد بن الوليد بطبيعته الوحشية (80) ، وغيره من أمراء البطش و الارهاب .
قبل نهاية حوارنا الثري ، أود أن أستوضع منك ما حققته أنت وشياطين الجحيم فعليا من هذا الدين؟
جبريل (أكبر): لقد حققنا الكثير ، فما تركه محمد تراث و تعليمات و أفكار حولت الشرق إلى جحيم من قتل و هتك و تحريض على الأديان الأخرى ...
واخترعنا أيضا مفهوما جديدا دخل إلى عالم الإنس ، وهو مفهوم الحروب الدينية ، فقبل الإسلام لم يكن هناك حروب لنشر دين أو للدفاع عن دين ، فحروب اليهود كانت من أجل الأرض ، وحروب الأمم عامة قبل الإسلام كانت بدافع الطموح أو المجد أو الطمع ، كان فيها البشر يستعملون الآلهة لأغراضهم الشخصية ، ومع اختراع الدين الإسلامي ، تحول البشر ليخدموا إلههم الجديد الذي صنعه محمد ، ، و بقيامي بمنصب هذا الإله ، تحول الإنسان إلى ماكينة في ترس الجهاد ، واختبأ طمع خلفاء المسلمين تحت ستار نشر الدعوة ، فاستعمروا البلاد ، و استعملوا شباب المسلمين وقودا لحرب لا تنتهي ... ومن هذا النبع الظلامي نشأت فكرة الحروب الدينية (81).
نجحنا أيضا بهذا الدين في القضاء على آدمية المرأة ، و رسخنا بقايا الوثنية (82) و الشرك (83) تحت ستار من التوحيد الغامض لإله ليس كمثله شئ ...
لقد أطفأنا نور الحرية الروحية التي انتشرت على يد المصلوب في منطقة الشرق (84) ، وحبسنا أرواح ملايين البشر رهينة لنا ، عبيدا لنصوص القرآن ، يقرأون ولا يفهمون ، يحفظون ولا يدركون ، يدّعون إعجاز اللغة والبلاغة (85) دون أن يهتموا بالمعنى و الفكرة...
لقد قضينا على الفن و الشعر ، على الموسيقى والألوان ، على الفلسفة و المنطق ، على كل ما يحرك الروح الإنسانية لمزيد من الابداع و الحرية ... فكانت حرية الإنسان هي أكبر ضحايانا
حولنا المجتمعات الإسلامية إلى مستنقعات تمتلئ بالكره و التخلف ، لا وجود لقوس قزح بل مزيج من الأسود و الرمادي ... لقد كان انتصارنا ساحقا ...
أستطيع أن أرى ما تقول ، فنحن نعيشه يوميا في الشرق الأوسط ، وكان من الأمور التي استغربت لها أيضا هي ردود فعل بعض العلمانيين و المسلمين على هذه الحوارات ... لقد هاجمها بعض المسلمين في شتائم لاذعة ودعا البعض الآخر للهجوم على موقع الحوار المتمدن وتدميره رغبة في اخفاء الحقيقة ، بل أن بعض دعاة العلمانية من الكاذبين تتطاول متهما الحوار بالتخاريف و انه نوع من التحريض الديني مما أثار دهشتي ... فهل لديك تفسير؟
جبريل (أكبر): عندما بدأنا الحوار اقنعتني بأن المسلمين لن يلقوا بالا و لن يصدقوا ، ولهذا وافقت على الحوار ... فلماذا تتعجب من هذه النتيجة ؟
المسلمون في حالة عمى بصيرة ، هم عبيد لنا ، وحتى بعض من يدعي العلمانية أو حتى الإلحاد منهم ، ففي أعماقه ترتع ثقافة العبيد الإسلامية ، إنني أقولها بفخر ، لقد صنعنا حضارة عميان ، والمثير للسخرية أنهم لا يدركون بأنهم عميان .
هل بلغ تأثير الثقافة الاسلامية والقهر على البشر إلى الحد الذي يجعلهم يتجاهلون ما يسببه الإسلام من ألم ؟ و يدعون ضحايا القهر الإسلامي إلى الصمت خوفا من قيام فتنة ، وتجعلهم في بعض الأحيان يتجاهلون مشاكل أوطانهم المحكومة بالحديد و النار ليتفرغوا للحكم في مشاكل و أوطان الآخرين ، ثم يتهمون الآخرين باللامعنى و الهراء .
هل من المنطقي أن تجد البعض منهم لا ينبس ببنت شفة عندما يدعو الجهاديين إلى قتل الكتّاب المستنيرين ، ولكن ما يثيرهم هو نشر حقائق موثقة تم دفنها مدة 14 قرن عن العامة ، ويدّعون أنها حوارات تحريضية على الرغم من أنها لا تحوي كلمة واحدة تشجع على العنف ، و لا تحوي فكرة واحدة من خارج المصادر الاسلامية ... ولكن فلنترك نباح النابحين وعواء المتضررين ونسأل السؤال الأخير !!
ماذا عن الهجوم الضاري الموجه إلى الاسلام ومحمد الآن ... هل يسبب لكم قلق؟
جبريل (أكبر): نحن لسنا مثل البشر ندافع عن أديان نصنعنا ، ونحمي أصنام نحركها ، الإسلام ومحمد لم يكونا سوى آداة ، فإذا انهارت الآداة يبقى الهدف ثابتا أمام أعيننا ، و هو القضاء على كل ما هو جميل داخل أوراح البشر ، من حب وأمل و حرية وإيمان ...
عندما صنعنا الإسلام ، عرفنا وعرف محمد معنا ، أن الإسلام كما ولد من رحم الدم و القتل ، فسوف ينتهي كما بدأ (86)، ولكننا لم نعلم إلى أي مدى يمكن أن يستمر ، بل وتعجبنا من بقائه طوال 14 قرن يسحق مزيد من البشر دون أن يتمرد البشر ، فحتى و إن انهار الاسلام لن يقلقنا إلا البحث عن بديل ، أو آداة أخرى من أجل إبقاء البشر في حالة التيه السرمدي ، واللامعنى الأبدي
وبعد أن أنهيت حواري مع جبريل ... نظرت فلم أجده ، وظللت أرتجف ، ليس من مقابلة شيطان محمد ، و إنما من المصير المرعب الذي حكم به هذا الشيطان العربي ورسوله على عالم البشر ، فأن يبقى البشر في مرحلة الغيبوية الروحية بين الحياة و الموت ، مثل الزومبي موتى أحياء ، يستهلكون النساء دون حب ، يقتلون دون رحمة ، يأكلون خبز العبيد بلا أمل في الحرية ... لهي لعنة أشد فتكا من الموت .. 
و أنتهى الحوار ....

تعليقات

  1. غير معرف10/29/2010

    دع الكلاب تعوى و الاسلام يسير

    ردحذف

إرسال تعليق