لماذا خلق الله الإنسان ؟وماذا يريد الله من البشر؟هل يريد العبادة!


فى هذا السؤال ردى على اخوى يوسف الذى سالنى وقال لى
- ماذا يريد الله من البشر؟هل يريد العبادة!
الجواب 
إن الله لم يخلق الإنسان لكى يعبده ويمجده . فليس الله محتاجاً لتمجيد من الإنسان وعبادة . وقبل خلق الإنسان كانت الملائكة تمجد الله وتعبده . على أن الله لم يكن محتاجاً أيضاً لتمجيد من الملائكة , هذا الذى تمجده صفاته .

الله لا ينقصه شئ يمكن أن يناله من مخلوق , إنساناً كان أو ملاكاً .


وما أصدق تلك الصلاة التى يصليها الإنسان فى القداس الغريغوري قائلاً للرب الإله " لم تكن أنت محتاجاً إلى عبوديتى , بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك " .. إذن لماذا خلق الله الإنسان ؟

بسبب جود الله وكرمه , خلق الإنسان ليجعله يتمتع بالوجود .

قبل الخليقة كان الله وحده . كان الله منذ الأزل هو الكائن الوحيد الموجود . وكان مكتفياً بذاته . وكان ممكناً ألا يوجد الإنسان , ولا أى مخلوق آخر . ولكن الله من كرمه وصلاحه , أنعم بنعمة الوجود على هذا العدم الذى أسماه إنساناً . خلقه لكي يتمتع بالوجود .

إذن من أجل الإنسان تم هذا الخلق . وليس لأجل الله .

خلقه لكل ينعم بالحياة . وإن أحسن السلوك فيها , ينعم بالأبدية .

ونفس الكلام يمكن أن نقوله على الملائكة أيضاً ..

إنه كرم من الله , أن أشركنا فى هذا الوجود , الذى كان ممكناً أن يبقى فيه وحده .

ومحال أن يكون سبب الخلق , هو رغبة الله فى أن يتمجد من الإنسان أو من غير الإنسان .

ونحن حينما نمجد الله , إنما ننتفع نحن وليس الله .

وذلك لأننا حينما نذكر إسم الله ونمجده , إنما نرفع قلوبنا إلى مستوى روحي , يعطى قلوبنا سمواً وطهارة وقرباً من الذات الإلهية . وبهذا ننتفع . فنحن محتاجون باستمرار إلى التأمل فى الله وتمجده , إذ بهذا أيضاً تشعر نفوسنا أنها على صلة بهذا الإله العظيم الذى له كل هذا المجد , فنتعزى .. ولهذا نقول " أنا المحتاج إلى ربوبيتك " ..

أما الله , فمن الناحية اللاهوتية , لا يزيد ولا ينقص .

لا يزيد شيئاً بتمجيدنا . ولا ينقص بعدم تمجيدنا ..

ألعلنى أستطيع أيضاً أن أقول إن الله خلقنا بسبب محبته لنا , هذا الذى مسرته فى بنى البشر .. ؟

الله الذىأحبنا قبل أن نوجد . ولجل هذا أوجدنا .

وما معنى عبارة " أحبنا من قبل أن نوجد " ؟

إن هذا يُذكرنى بكلمة كتبتها فى مذكرتى فى عام 1957 على ما أذكر , قلت فيها : " لى علاقة يارب معك , بدأت منذ الأزل , وستستمر إلى الأبد . نعم أتجرأ وأقول منذ الأزل ..

منذ الأزل , حينما كنت فى عقلك فكرة , وفى قلبك مسرة .

" ماذا تُريد يارب أن أفعل " ( أع 9 : 6 )
+ كتب القديس بولس الرسول لشعب أفسس ، وقال بحزم : : لا تكونوا أغبياء ، بل فاهمين ، ما هى مشيئة الله ؟! ( أف 5 : 17 ) .


+ ماهى إرادة الله لأولاده ؟ :


1 – أن نتخلص فوراً من الخطية لكى ننجو من الهلاك الأبدى :
" يُريد أن جميع الناس يخلُصون ، وإلى معرفة الحق يقبلون " ( 1 تى 2 : 4 ) .
" هل مسرة أُسر بموت ( هلاك ) الشرير ؟! ألا برجوعه عن طرقه ( الرديئة ) فيّحيا " ؟ ( حز 18 : 33 ) .
" جاء يطلب ويُخلص ما قد هلك " ( مت 18 : 11 ) .
" جاء إلى العالم ليُخلص الخُطاة " ( 1 تى 1 : 15 ) .
" ليست مشيئة – أمام أبيكم الذى فى السموات – أن يهلك أحد هؤلاء الصغار " ( مت 18 : 14 ) .


2 – أن نكون حكماء فى عمل البر ( وليس ذكاء فى فعل الشر ) :
" أريد أن تكونوا حُكماء للخير ، وبسطاء للشر " ( رو 6 : 19 ) .


3 – أن نكون له أبناء أوفياء وأمناء :
" سبق فعيننا للتبنى حسب مسرة مشيئته " ( أف 1 : 5 ) .
" الذين قبلوه فأعطاهم سُلطاناً ، أن يصيروا أولاد الله " ( يو 1 : 12 - 13 ) .


4 – يريد أن ننمو فى النعمة : (وليس مجرد تائبين عاديين ) :
" هذه إرادة الله قداستكم " ( 1 تس 4 : 3 ) .


5 – أن ننجح فى كل المجالات :
" أروم ( أرغب بشدة ) أن تكون ناجحاً وصحيحاً ( بدنياً وذهنياً ) ، كما أن نفسك ( معنوياتك ) ناجحة ( مرتفعة ) " ( 3 يو 2 ) .


6 – أن نكون رُحماء بمرضى الروح ( الخُطاة ) :
" إنى أريد رحمة ، لا ذبيحة " ( مت 9 : 13 ) .


7 – يريد عدم إنشغالنا بالهموم والأحزان :
" أريد أن تكونوا بلا هم " ( 1 كو 7 : 32 ) .


8 – يريد أن نكون شاكرين دائماً :
" شاكرين كل حين على كل شئ " ( أف 5 : 20 ) .


9 – يريد أن نخدمه :
" اذهب اليوم اعمل فى كرّمى " ( كت 21 : 28 ) .


10 – يريد أن يمتحنا لنعرف مقدار إيماننا ونتوب :
" إن الحزن ، الذى بحسب مشيئة الله ( بسماحة ) ، ينشئ توبة ، لخلاص بلا ندامة " ( 2 كو 7 : 10 ) .


+ فسر ( يا أخى / يا أختى ) حسب إرادة الله ، وسوف تنال رضاه ، فى دُنياه وسماه .

تعليقات