أي الديانات أصح؟ وأي الطوائف أصح؟ وهل الله يريد هذا التقسيم الموجود؟


أي الديانات أصح؟ وأي الطوائف أصح؟ وهل الله يريد هذا التقسيم الموجود؟ وهل فعلاً توجد جماعة معينة يريد الله الناس أن ينتموا إليها؟ .. هل كل الطرق تؤدي إلى الحياة الأبدية؟ أم أن كل الطرق تؤدي إلى جهنم وطريق الحياة واحد؟ هل يكذب الله عندما يعلن أن الله واحد وطريق الوصول إليه واحد؟ وهل ذلك الطريق الواحد هو إحدى الديانات أو الطوائف أم أنه ذلك الشخص الذي قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة"؟ وإن كان الطريق واحداً فهل الله يريد جميع الناس يمشون ذلك الطريق بنفس الطريقة؟ بمعنى، هل الله يمتلك نموذجاً للإنسان الذي يريده ويريد الناس جميعاً نسخاً منه؟ والسؤال الأهم: هل يصح التفكير في هذه الأمور وفهمها بالعقل ..
أم أنها مسلمات يولد الإنسان فيجدها تُنسخ إلى عقله دون فهم منه؟ وإن كانت مسلمات فلماذا خلق الله الإنسان عاقلاً؟ هل ليستخدم عقله في التفكير في أي شىء إلا التفكير في خالقه وكيفيه إرضائه؟ وغيرها من الأسئلة الكثيرة التي وجد الطفل عقله يمتلئ بها ..
رجع الطفل المسيحي من المدرسة .. ألقى بحقيبته جانباً وأسرع إلى والده والسؤالالذي بداخله يكاد يقفز من عينيه .. وكان السؤال: "بابا .. هو ربنا مسيحي ولامسلم؟" تعجب الأب كثيراً من ذلك السؤال الغريب ولكنه علم أن وراءه مشكلة كبيرة في عقل ابنه وبالطبع لم يجد للسؤال إلا إجابة واحدة .. الأب: "ربنا مش مسيحي ولا مسلم" . الطفل:" يهودي؟" الأب: "ولا يهودي" الطفل: "امال إيه؟" الأب: "ربنا مالوش دين معين" ظهرت على الطفل علامات الدهشة وبدا عليه أنهكان ينتظر من والده إجابة مختلفة تماماً عن تلك الإجابة .. وعاد الطفل يسأل .. الطفل: "يعني أستاذ العربي ممكن يكون بيضحك علينا؟ .. أصل هو اللي قال إن ربنا مسلم" . الأب: "انت متأكد إنه قال كده؟" الطفل: "مش كده بالظبط بس أنا فهمت من كلامه كده" . الأب: "وإيه اللي خلاك تفهم كده؟" الطفل: "أصل هوه قال إن ربنا بيحفظ القرآن من التحريف لكن الإنجيل اتحرف .. يعني ربنا مسلم ولو كان مسيحي كان يحفظ الإنجيل برضه من التحريف زي القرآن" . سمع الأب كلام ابنه واحتار هل يضحك أم يحزن .. واحتار بماذا يجيب ابنه .. وبعد أن قرر أن يصمت وجد ابنه ينتظر منه إجابة فقال له: "أكيد انت فهمت الأستاذ غلط وأكيد هوه يقصد حاجة غير كده" .. فقال الطفل:"يمكن .. " وترك الطفل والده ولكنه لم يقتنع أنه فهم كلمات المدرس خطأ . وفي يوم العطلة أخذ الأب ابنه إلى الملاهي لعله يتلهى وينسى المشكلة التي بدأت تنمو وتترعرع في عقله .. في ذلك اليوم أخذ الطفل يلهو هنا وهناك ولكن فجأة وجد الأب ابنه يجري نحوه بسرعة وهو ينادي من بعيد .. الطفل: "بابا .. بابا .. سامع؟" الأب: "سامع إيه؟" الطفل: "مش قلتلك إنهم بيقولوا إن ربنا مسلم" الأب: "إيه اللي فكرك بالكلام ده تاني؟" الطفل: "انت ماسمعتش الشيخ اللي في الجامع كان بيقول إيه في الميكروفون" الأب: "كان بيقول إيه؟" الطفل: "كان بيقول: "اللهم أهلك النصارى واليهود .. " يعني كده فعلاً كأنه بيقول إن ربنا مسلم .. ومسلم متعصب كمان" واحتار أيضاً الأب بماذا يجيب ابنه الذي ينتظر إجابة فقال: أكيد انت سمعت غلط .. فقال الطفل: يمكن .. وترك الطفل والده وهو غير مقتنع أنه سمع كلام الشيخ خطأ . أخذ الطفل يفكر كيف يداوي تلك المشكلة التي تطورت في عقل ابنه .. وفي اليوم التالي أرسل الأب ابنه إلى الكنيسة لعله يتعلم عن الله بصورة صحيحة .. ورجع الطفل من الكنيسة بدون أسئلة هذه المرة فنادى الأب ابنه وسأله عن الذي تعلمه في الكنيسة إذ كان يبدو أن الطفل سمع هذه المرة ما جاء على هواه فقال الطفل: "فعلاً يا بابا ربنا ماطلعش مسلم .. ربنا طلع مسيحي .. ومسيحي أرثوذكسي كمان .. أنا فهمت كده من كلامهم في الكنيسة" وعندها أدرك الأب أن المشكلة لم تحل بل ازدادت تعقيداً .. وقرر الأب أن يرسل ابنه إلى كنائس مختلفة حتى تذوب في عقله هذه الفكرة .. ولكن المفاجأة كانت أن الطفل جاء ذات مرة يقول: "اسكت يا بابا مش ربنا طلع إنجيلي" .. ومرة أخري يقول: "أتاري ربنا كاثوليكي" .. وهكذا تكررت المأساة إلى أن احتار الطفل واحتار الأب وأصبح الطفل يواجه هذه المشكلة في كل مكان يذهب إليه .. يواجهها مع أناس يبدو أنهم لا يدركون أننا كلنا صنعة يد الله وهو يحبنا جميعاً بنفس المقدار وإن كان لايحب الضلال الذي قد يكون فينا .. وكان الطفل يعود كل يوم بسؤال جديد
وكبر الطفل وصار رجلاً .. وكبرت المشكلة وصارت مصيبة .. ليست المشكلة التي كانت في عقل الطفل لأن هذه وجدت للحل طريقاً إذ وجدت في عقل الطفل تفكيراً ووجدت في القلب أمانة في البحث عن الحق دون تعصب أعمى .. بل الله الذي أرشد الطفل إلى الحل إذ وجد في عقله في قلبه ما يؤهله لذلك .. ولكن المشكلة التي صارت مصيبة هي مشكلة كل جماعة تظن أنها تمتلك الحق كله .. مشكلة أولئك الذين يظنون أن الله متعصب لدينهم أو طائفتهم .. أولئك الذينلا يريدون أن يعرفوا الله الحقيقي الذي هو الوحيد الذي يملك الحق فيقودهم إلى معرفته حق المعرفة .. أولئك الذين لا يريدون أن يعرفوا الله الحقيقي الذي لا يتعصب لأحد لكنهم يريدون أن يشكلوا لأنفسهم إلهاً كما يحلو لهم .. إلهاً متعصباً لهم .. ويستذنبون الله لكي يتبرروا هم! ولكن هل تعرف ياصديقي ماذا كان الحل الذي توصل إليه الرجل - الذي كان طفلاً؟! إنه نفس الحل الذي ستتوصل أنت وسيتوصل إليه كل إنسان باحث عن الحل عندما يبحث عن الحل بنفس الطريقة التي بحث بها الطفل .. طريقة العقل المفكر والقلب الأمين

تعليقات