ظاهرة التحرش الجنسي بمصر




التقطت هذه الصورة اعلاه لهذا الرجل يتصفح مجلة بها صور لنساء عاريات في مقهى بدبي مول بعد ان نزلت من زيارة لبرج خليفه. لمحته وهو يغلق المجله كلما اقترب منه احد ثم يعود ويفتحها..فتحينت فرصتي وصورته من الخلف بدون ان يشعر و
حتى بدون ان استخدم الزووم.
هذا الرجل عندما سمع اذان الظهر في مجمع التسوق الضخم دس المجلة في
كيس بلاستيك معه وقام ذاهباً للصلاة. هذا هو الشيء الذي لا افهمه في سلوكيات المؤمنين..اهم مرضى نفسيين؟
 موضوع اليوم يتكلم عن ظاهرة تحرش الرجال المسلمين بالنساء في مصر.
عندما نقول بأن النقاب والحجاب هما مثالان واقعيان على كراهية المرأة في الاديان، ينبري المسلمون مدافعون عنهما بحجة انهما يحميان المرأه من ان تكون سلعة جنسيه او محل شهوه .
يقول المدعوذ عبدالله بن جبرين:
الحجاب فرض على المرأه وهو يستر زينتها بما في ذلك وجهها وفرض عليها حماية لها من الأبتذال والأمتهان وذلك لأن المرأة محل للشهوه ونظر المفتونين فإن انكشفت وظهرت تابعها الناس وكان ذلك سبباً في كثرة الفواحش والزنا.
ماهي هذه الفواحش اصلاً؟ ولكن هذا يحمل مضموناً مفاده ان الرجل المسكين لايستطيع كبح غرائزه فعلى المرأة ان تغطي جميع جسدها الذي يعتبر في الدين الاسلامي عوره.
هل هذا صحيح؟ هل يحمى النقاب او الحجاب المرأه؟
نشرت صحيفة الجلف نيوز الصادره بالإمارات باللغة الانكليزيه هذا التحقيق الذي تجدونه هنا.
تقول الصحيفه بأن التحرش بالنساء في شوارع العاصمة المصريه القاهره اصبح وباءً. في مدينة اغلب نساؤها في الشوارع محجبات ولكن هذا لم يمنع الرجال من التعرض لهن. في دراسة شملت فوق الف سيده وفتاة أكثر من نصفهن قلن انهن تعرضن للتحرش الجنسي ليس فقط من خلال الكلمات النابيه التي يطلقها الرجال بل بالتحسس باليد. احدى هؤلاء سيده في الحادي والثلاثين من عمرها اسمها نوره خالد صرحت قائلة:
"سمعت نصيحة زميلاتي بإرتداء الحجاب كستر يمنع عنى تهجم الماره في الشوارع ولكنني اجد ان النساء في الحجاب يصبحن مُعرضات اكثر لكلمات الرجال النابيه ومحاولات تحسسهن.
لقد تعلمنا من امهاتنا وجداتنا بأن نتجب الشوارع المعزوله وان نمشي وسط الازدحام لأن الناس سيقومون بحمايتنا ولن يتجرأ احد على التحرش في مكان عام مليء بالناس، للاسف ان العكس صحيح فتعرض النساء المحجبات للتحرش في الاماكن العامه يصاحبه موافقة واستحسان جمهور الرجال."
تقول الدكتوره حنان الجوهري استاذة علم النفس بجامعة القاهره بأن الرجال في مصر مهوسون بالتحرش الجنسي بالنساء وذلك بسبب عقد نفسيه يتسبب بها التطرف الديني المنتشر بمصر والثقافة الذكوريه التي ترى الرجل يجب ان يكون هو المسيطر على حياة المرأه.
تضيف الدكتوره حنان الجوهري: "إنها تلك العقليه العربيه التي تحمّل المرأة جميع اخطاء الرجل، اغلب النساء لايُبلّغن عن حالات التحرش بسبب الحياء او تحميلهن المسؤوليه سواء من قبل السلطات المصريه التي لاتحرك ساكناً لما يحدث للنساء او خوفاً من العائله التي لن تتفهم موقف تلك الضحيه."
في سنة ۲۰۰۸ نشر المركز المصري لحقوق المرأه احصائيات صادمه تناقلتها وسائل الاعلام حول العالم. بينت هذه الاحصائيات بأن ۸۳ ٪من النساء المصريات يتعرضن للتحرش الجنسي في الشوارع بينما تبلغ هذه النسبة بين النساء الاجنبيات في مصر من مقيمات و سائحات ۹۸٪.
اكثر من نصف هؤلاء النساء قلن انهن يتعرضن بشكل يومي للتحرش بدءاً من التعليقات البذيئه الى تلمس وتحسس اجسادهن.
تقول السيده نهاد ابو القمصان من المركز المصري لحقوق المرأه: إننا نتلقى شكاوي يوميه من النساء حول مختلف اشكال التحرش الجنسي تتراوح بين التلميحات والاشارات الوقحه او مطاردات وملاحقات صريحه للمرأه في الشوارع العامه ولدينا احصائيات تشير بأن هذه التحرشات تحدث للنساء بغض النظر عن العمر او اللباس او في اي وقت من اوقات اليوم او المساء. المرأه ضحية هذا فقط لأنها إمرأه.. حتى لو كانت مُحجبه.
الأهم في هذا التقرير وبصرف النظر عن فداحة ومدى انتشار التحرش الجنسي في شوارع القاهره، هو انه يحدث للنساء بغض النظر عمّا يلبسن سواءً حجاب او نقاب او ملابس عاديه. يعتبر الرجال وبعض النساء كذلك ان التحرش الجنسي يحدث فقط للنساء السيئات اللواتي يرتدين ثياباً تكشف عن اجزاء من اجسامهن. ومع ان هذا نفسه غير قانوني وغير اخلاقي- إلا ان الواقع ان النساء في الاحصائيه قلن ان الأمر اسوء عندما تكون المرأه محجبه.
قد يظن الانسان ان النساء الشبه عاريات هن من يتعرضن للتحرش والمُلاحقه ولكن الغريب ان غالبية الضحايا هن من اللاتي لبسن ثياباً محتشمه او كن محجبات. إتضح من الاعترافات التي ادلى بها الجناة من الذكور بأنهم لايفرقون بين النساء اللواتي يرتدين الحجاب وغيرهن.
تقول نهاد ابوالقمصان: "ان اكثر من ۷۵٪ من نساء مصر محجبات وتقريباً ۹٪ بالمائة منهن منقبات ومع هذا لايسلمن من التحرش والمضايقات من قبل الذكور.. لقد وجدنا ان الحجاب لايحمى المرأه كما نظن."
ربما يجب ان لانستغرب من المحجبات يتعرض للمضايقات الجنسيه و التحرش اكثر من غيرهن وذلك لسبب نفسي عند الرجل، فالمرأه المحجبه و المنقبه توحي لهذا الرجل المسلم المريض بأنها إمرأة خاضعة للرجل بينما المرأة السافره تعنى له أنها متمرده على الرجل وليست تابعة له ..وبالتالي فقد تكون لها ردة فعل قويه.
كما يقول المصريون المرأه المحجبه والمنقبه بالنسبة للرجل هي " الحيطه الواطيه". انها الهدف الاسهل، المُتحرش مثل البلطجي الذي يبحث عمّن هو اضعف منه ولكنه لايسترجي على من يعرف انه قد يوسعه ضرباً.
البلطجي كذلك يختار الأماكن العامه ويمارس بلطجته امام الجمهور إرضاء لعقدته النفسيه، وهذا يجعل مايقوم به هؤلاء الذكور المتحرشون بالنساء في مصر مُجرد بلطجيون يفعلون مايفعلونه ليستعرضوا انفسهم امام غيرهم من الرجال الذين لايحركون ساكناً لأنهم يرون ان هذا الفعل يعزز من مكانتهم ويُذكر المرأه بأنها تابعة خاضعة لسيطرتهم حتى تعلم مكانها الطبيعي في المجتمع.
إن مايفعله هؤلاء الرجال المُتحرشين في مصر هو نوع من المرض النفسي الغائص عميقاً في العقليه الاجتماعيه للانسان المسلم. إن إنتشار التحرش الجنسي بهذه الدرجه يدل بالتأكيد على فقدان الثقة بالنفس والشعور بالتهديد من تحرر المرأه وهو مايولد لديهم هذا ردة الفعل المتطرفه هذه.
تقول الصحيفه ان كثيراً من الناس تعتبر هذا التحرش ظاهرة جديده على مصر وهي البلد الذي تحسد فيه فتيات اليوم امهاتهن و جداتهن على مقدار الحريات التي كن يتمتعن بها قبل سنة ۱۹۷۰ انهن لايحلمن حتى بإرتداء الملابس التي كان الجيل الاسبق من النساء ترتديها بصورة عادية جداً.
تقول المحاميه النسويه سلمى جمال: " ان الوازع الديني الذي كان يوماً ما احد الخصائص الحميده للشعب المصري اصبح كارثة علينا اليوم عندما انقلب تطرفاً بسبب الاوضاع السياسيه و الاقتصاديه. كلما ازداد التدين كلما اصبحت المرأه مواطنة من الدرجة الثانيه و كائناً ثانوياً لادور له سوى إرضاء الرجل وإشباع غرائزه الجنسيه."
كعادة الناس في بلاد الرمال لابد ان يُلام الغرب الكافر على التسبب بهذا فنجد في التقرير بأن السيده امنه نُصير استاذة الفلسفه الاسلاميه بجامعة الأزهر تصرح بهذا:
"انظر الى ابناءنا ماذا لديهم لشغل اوقات فراغهم. انهم يقضونه في مشاهدة التلفزيون و الانترنيت. نحن نعاني من تأخر الزواج ولو وضعت كله على بعض لصار مشكلة اجتماعيه."
تصريح السيده امنه نُصير لايعقل فلو كان هناك تغير اجتماعي كبير حاصل في مصر فلماذا اصبحت النساء فقط هن ضحيته ولماذا لم تدرس هذه الظاهره لإيجاد علاج لها. الحقيقه ان لا احد يقدر ان يتكلم لأن المشكله هي في إزدياد التدين وانتشار الاسلام السياسي. السبب ان الدين لم يعد الأن شأناً خاصاً بالفرد بل اصبح عاماً يراد له دورٌ اجتماعي وسياسي وبالتالي سيترتب ان المرأه هي اول ضحاياه..كما كانت دائما على مدى التاريخ و قبل المدنيه الحديثه فكراهية المرأه شيء متأصل في جميع اديان العالم واوضحها الاسلام.
ان حجة الدكتوره امنه نصير حجة عرجاء فهي تبرير فارغ لأنها لاتسأل نفسها ماهو مصدر الصراع الداخلي؟ هل هو النفوذ الغربي القادم من الخارج..ام تزايد الأسلمه داخلياً؟
ان المدهش ان كثير من هؤلاء الرجال يعترفون بمايقومون به بدون ادنى خجل وكأنه عمل مشروع. إن هذا لدليل على تأثير الدين الاخلاقي الفاسد على المجتمع الذي وان احتفظ بمظهرية التأسلم بالحجاب والنقاب إلا انه تدهور اخلاقياً واصبح اسوء من المجتمع الذي قبله والذي كان اقل تديناً ...ولكنه افضل منه اخلاقياً وادبياً.

تعليقات