ملحد يقول: ماذا يريد الله من البشر؟ هل يريد العبادة ؟


فى احدى غرف الشات تقابلت مع يوسف 35 سنة مهندس زراعى وهو فى الاصل رجلا مسلم لكن ترك الاسلام ويبحث عن الحقيقة وكانت افكارة قريبة جدا من مقالة "بن" وسط كلامى معه سالنى سؤال وهو 
- ماذا يريد الله من البشر؟ هل يريد العبادة ؟


لا أدري لماذا لايفهم المُسلم الحقيقة ببساطة عندما يأتي الامر للإلحاد؟ فتارة يعزوه الى المؤامرة الصهيونيه التي تنشر الالحاد ليحكم اليهود العالم (: وتارة يقولون انها "مذهب فلسفي يقوم على إنكار الله". ثم ينصدم عند مُقابلة المُلحد وخاصة عندما يجده انساناً مثله فيقول انه ولابد انه قد مَرّ بصدمةٍ قوية في حياته او في طفولته جعلته يكفر ويغضب من الله.

لقد حاولت مراراً تذكُّر تلك الصدمة في طفولتي والتي جعلتني اصبح مُلحداً. وبعد جهادٍ مع الذكريات تذكرت اخيراً..عندما كنت صغيراً العب مع صديقي ظافر في بيتهم، أدخلنى الغرفة التي كانت جدته نائمة فيها ليريني شيئاً، ويالهول ما رأيت: كانت الجدة نائمة وقد وضعت طقم اسنانها الصناعي في كأس ماء بجانبها..وقد ارتعبت كطفل من المنظر ولم اشرب ماء من كأس زجاجي في بيتهم من بعد ذلك. هل كانت تلك هي الصدمة التي جعلتني ملحداً ياترى؟

أنا لا أكره الله، كما إنني لا اخاف منه ولا احقد عليه، لأنني لو فعلت ذلك فكأنني اعتبره موجود، كيف اكره و اخاف من شيء غير موجود وغير حقيقي؟ هذا لايــُعقل اليس كذلك؟. انا ببساطة، كملحد مثل كثيرين مثلي، لانؤمن بالله فقط لاغير ولست ادري ماهي مشكلتهم في تقبل الالحاد بهذه البساطة لا صدمه و لا مؤامره صهيونيه شريره و لا خطة لتدمير الامة الاسلاميه.

في الواقع كانت طفولتي عادية خالية من الصدمات و المآسى وتعلمت الاسلام في البيت و في المدرسة وخاصة من استاذ الاسلاميات عبد المُعطي الازهري ولم اثور على الدين واتمرد عليه فقد كان تفكيري يتشكك فيه وانا في الثانوية العامة ثم في الجامعة تعزز ذلك بسبب الحرية في توافر المعلومات الغير مقننه مثلما هو الحال في بلاد الرمال فأيقنت بأنه لا إله هناك وان وجوده مجرد استحالة.
نعم كنت وما ازال امقت المتعصبين دينياً من كل دين و مذهب، وكم اقدر تلك اللحظات الانسانيه عندما نجتمع معاً كأصدقاء بدون ان يتدخل الدين و المذهب ليصمنا كلٍ بصفتة عنصرية معينه. نعم ان الغباء هو ان تتعصب لدين و تظن انه الوحيد الصح وان تعتمد على نصوص نفس الدين لتثبت للأخرين الذين لا يعترفون بها انك صح.

هل قرأت القرأن؟ يسألني بعض المؤمنين ظانين انني الحدت لأني لم اطلع على المعان العبقرية فيه و التي ستعيدني الى جادةِ الحق كما يقولون. فأجيب نعم، فيقولون ولكن ربما لم تقرأه بتمعن؟ في الواقع انا متخصص في فهم معان الكلام العربي القديم وافهم القرءان جيداً، وهو بجانبي دائماً على المكتبة واجده ساذجاً ليس به ابداع وكله اخطاء ومركب بطريقة مبهمه ولا ينقل لنا الا الحس البدائي للانسان وكيف خلقه الله.

هل سمعت عن الاعجاز العلمي في القرءان والسنة؟ يسألني بعضهم وهم ايضاً يظنون ان هذا فقط ماينقصني، ان اسمع ما يقوله ابله مثل زغاليليو راتب النجار او الماما عبد الدايم كحيل وغيرهم، الاعجاز العلمي هذا هو اكبر مسبة يتلقاها انسان عاقل متعلم. لقد استمعت كذلك لكل الخطب والاحاديث الدينيه التي تبثها الاذاعات والتلفزيونات و قرأت كل المواقع الاسلاميه ولم اجدفيها اي شيء مقنع غير ترديد وتحفيظ لكلام لايعقل. الدين ليس الا نكد وكآبة وتضيع عمرك في تفاهات فتخسر متعة الحياة القصيرة التي لديك وعندما اقول متعه يقفز الاسلامين الى صورة شرب الخمر ومطاردة العاهرات، وكأن متع الحياة لا تكون من خلال العلاقات الجميلة و الحب والصداقات والتعلم و ممارسة الهويات.

من خلال دراستي الجامعيه والتي تركز اغلبها على دراسة العلوم، ادركت ان العلم لايطلق تصريحات مطلقة و لا يدعي المعرفة المطلقة و يعترف بالخطأ، هذا جزء من اصول البحث العلمي والسر وراء تقدم العلوم، اما الدين فكل المعرفة فيه وكل شيء يقوله مطلق و هو من الثوابت ومن يقول بعكسه يكفر ويقتل و يجلد. العلم يأتي بأكله وكأنه معجزة من معجزات المسيح سبايدرمان..هناك اشياء درستها نظرياً واصررت عليها في مجال عملي وحدثت بالضبط، لهذا ظلت الاديان على مر العصور السبب الاول في إبطاء تقدم البشريه، لقد خسر التطور العلمي البشري الف سنة تقريباً هي الفترة التي سادت فيها المسيحيه و الاسلام العالم حتى عادت اوروبا العلمانيه تبحث عن اصول التنوير والنهضة رامية الدين في المزبلة. العلم يظل مفتوحاً لإعادة الشرح و التفسير والتحدي وهذا لا يحدث جُزافاً بل بإسلوب منظم لإنتاج معلومة و معرفة جديده في كل مره. ظلت الاديان و لقرون تقول بأن الامراض هو مس من الجن او من الارواح الشريره، حتى جاء العلم واكتشف البكتريا والمايكروبات و الفيروسات، وفي هذا يقع الفضل الاكبر للعالم داروين الذي يكرهه كل مؤمن بدون ان يدرك انه كان السبب الاصلى لتوجيه العلم نحو اللقاح و التطعيم الذي انقذ حياة ملايين البشر و الذي بسببه اكتشفنا المضادات الحيويه، فماذا قدم لنا العلم، اتحدى اكبرهم من هؤلاء الذين يسمون انفسهم علماء في الدين ان لايذهب للمستشفى ويتداوى هو واولاده بالطب النبوي و ببول الابل وعسل النحل و النمل ونخامة النبي والحجامه و الكي لنرى كيف ستفيده.


الدين يقول لك ان بداخلك روح و ان هذه الروح ستعود عند خالقها ثم تعود الى جسدك يوم القيامه…ماذا؟ اليس هذا كلام واحد محشش؟ انا كنت على يقين بأن هذه فكرة غبيه، العلم لم يجد اثراً لهذه الروح ان افكارنا هي عملية تفاعل كيماوي معقدة وليس بها روح، الدين يظن ان الانسان يفكر بدماغه و يشعر بقلبه، هذا مايقوله القرءان واحاديث صلعم، نحن نعرف ان هذا خطأ بالطبع وان اخذه البعض مجازياً اليوم الا ان الانسان القديم كان يعيش في الغابه مثل طرزان لا يفهم وظيفة اعضاء الجسم.


هل تستطيع ان تتخيل انك الله؟ لا اترك عنك استغفر الله وفكر ماذا ستفعل لو كنت انت الله و جالس فوق كرسي الملك الذي يحمله الملائكه الثمانيه و تتفرج على خلقك من البشر من فوق من السماء السابعه بالدوربين (الناظور الالهي) انت تحس بالقوة و القدرة العجيبة التي عندك، تستطيع تغير سيناروهات الحياة، تتدخل فيها فتوقف قطاراً خرج عن السكة الحديد هنا..وهناك تنقذ طائرةً من السقوط و تخمد البركان قبل ان يدمر المدينه و تحارب اللصوص والاشرار…لحظه! هذا سوبرمان و ليس الله.

في قصص سوبرمان نري ان البطل الجبار يعيش وحيداً ولكن عنده ثلاث اصدقاء فقط في حياته السريه الخاصه "كلارك كنت"هم لويس لين و جيمي اولسون فقط وهما لا يعرفان حقيقته. سوبرمان يذهب الى قلعة بناها في القطب الشمالي يسميها" قلعة العُزله". الان تخيل شخصية السوبرمان الجبار الذي بإمكانه ان يسقط دول ويدمر جيوش ويطير للماضي والمستقبل والكواكب الاخرى يختبأ في قلعته لأنه وحيد..يعني لو كان واحد مكانه سيصبح اله العالم و يجبر البشر على عبادته و سيحصل على كل السيكس الذي يريده اليس كذلك؟

ولكن ماذا يريد الله؟ سؤال سألته نفسي مراراً وانا صغير، فهو لايحتاج نساء ولا رغبة له بالجنس او ..وهو لا يجوع فلا حاجة به لأنواع الطعام و الشراب و ملذاتها، انه لايحتاج الى رفقة و لاصداقة احد، ليس لديه شهوات من اي نوع. فماباله اذاً يخلق لنا هذه الرغبات والشهوات و هو الذي لايريدها اصلاً، انها فكرة سخيفة حقاً كيف يعطيك فاقد الشيء ماليس لديه؟ قالوا لي ليختبرنا، يختبرنا كيف وهو الذي لم يختبرها بنفسه..هل جرب الجنس؟ لا، هل جرب شرب النبيذ؟ طبعاً لا..هل جرب رفقة انثى جميلة..ايضاً لا..طيب لماذا لايختبرها هو بنفسه اولاً قبل ان يحكم علينا، هل قدراته الجباره مفيده في 
لا والاحلى هو انه خلقنا واعطانا حرية الاختيار اي اننا مُخيرينفي ان نحبه و نعبدهبس اذا اخترت شيء غير الذي يريده فسيعاقبك و يحرقك في نار جهنم. ماهذا الغباء؟ اين مشيئة الاختيار الذي يقول انه اعطانا إياها؟ إعبدوني، حبـــوني، اعبـدوني، امنـوا بي، صلّوا لي، صوموا وتعذبوا من اجلي..بينما انا مختبيء لا تروني. اي مريض عقلي هذا؟ ثم يخلق الشرور ويجعل الابرياء يعانون الفقر والفاقة و الاطفال يموتون والمحبين يحرمون ويسلط اشرار العالم عليهم…اي مجنون هذا؟ ماذا يريد منا؟

أرأيتم انه عندما احاول ان ادخل في عقل الله، اجد ان لاعقل له، اتعرفون لماذا؟ لأن لاوجـود لكائن كهذا. انه ليس انا الذي يجب ان اخاف من الله، انه هو الذي يجب ان يخاف مني ومن عقلي، انا وانت و انتي نستطيع ان نفكر افضل من هذا لو كنا الهه، الله هذا كائن مريض ضعيف لذا يختبيء منا (وهذا يشمل الله المسيحي الذي خلق ابنه ليقتل..اي جبان هذا). اله بهذه المواصفاتلايستطيع ان يخلق كوناً فمابالك بكل هذه الاكوان، انه معرفته تقل عن المام ولد صغير في الخامس ابتدائي.


ثم يقولون لي وماذا ستفعل يوم القيامه، يوم يستدعينا حضرة جنابه من بعد ان نموت، ياسلام سلم. إنني اجـد مفهوم العودة للحياة منالموت سخيفاً جداً، اي اله هذا الذي يشغل نفسه بمحاسبة ملايينمؤلفة من الزومبي البشري بشهوات هو الذي خلقها ووضعهافيهم؟ ثم الذي لا افهمه لماذا يكون الشيء الذي سيدخلك الجنه هو"إيمانك" بوجود هذا الرب المُختبيء. انني اشتم رائحة الخديعه واضحة هنا. ثم ماذا ستكسب من دخولك الجنه،انظر من حولك إذا كانت الجنة ستتكون من هؤلاء المُلتحين والمنقبات وهؤلاء المناخوليا من المتدينين فمن يريد ان يكون معهم؟ سأختلق كل الاعذار حتى لا اكن برفقتهم.


لوكانت الجنة للناس الاذكياء المتعلمين الظريفين و الحلوين فنعم سأرغب ان اذهب اليها، اما جنة التقاة العبوسين الصائمين الساجدين العاكفين الطائعين الخايبين فيخخخخخ…. ذاك ما يريد الله، وليس ما اريد انا.

اجاباتى سوف تكون فى موضوع اخر بعد تعليقاتكم على الموضوع 



تعليقات