تصوير كاميليا شحاتة بموافقة الكنيسة وإشراف جهة أمنية سيادية






كان ظهور كاميليا زاخر شحاتة فى فيديو مدته دقيقة على موقع اليوم السابع مساء الأربعاء الماضى مفاجأة للجميع، فالكنيسة ممثلة فى البابا شنودة كانت قد أعلنت أن كاميليا لن تظهر أبدا، وأنه ليس من حق أحد أن يسأل عن مكانها أو يطالب باستردادها لأنها مواطنة مسيحية
لكن موقف البابا شنودة المتعنت لم يقف طويلا أمام التقارير الأمنية التى أكدت أن هناك استعدادات مكثفة لخروج مئات المظاهرات بعد صلاة العيد تندد بالبابا وتطالب بإظهار كاميليا، واكتسبت التقارير أهميتها ومصداقيتها من المظاهرات التى خرجت فى شهر رمضان فى القاهرة من مساجد النور بالعباسية والفتح برمسيس وعمرو بن العاص بمصر القديمة وإبراهيم الكبير بالإسكندرية، تشعل النار فى ثوب البابا شنودة، وتطالب بعزله، وقد بالغت فى الهتاف ضده

كانت الهتافات التى أطلقت فى وجه البابا مستفزة للدرجة التى جعلته يجرى اتصالات مع جهات عليا يطالبها بالوقوف أمام المظاهرات التى أهانته، وتجاوزت فى حقه، كان طلب البابا محددا وهو أن يتم منع المظاهرات، ومنع النشر نهائيا فى قضية كاميليا فى وسائل الإعلام المختلفة
كان هناك حل أسهل وهو أن تظهر كاميليا وتؤكد أنها لا تزال مسيحية، وينتهى الموضوع، لكن يبدو أن الكنيسة كانت تعتبر الأمر انتقاصا من هيبتها، وخضوعا من جانب آخر للمجموعات التى قادت المظاهرات ضد البابا، وهو ما يعنى أن الكنيسة خسرت هذه الجولة
لكن وطبقا لمصادر مقربة من الحدث، لم تجد الكنيسة أمامها إلا أن تظهر كاميليا، لكن بعيدا عنها، وكان أن أدلى البابا بتصريح لجريدة الأهرام يمهد به لظهور كاميليا، فبعد أن كان مصرا على ألا تظهر، قال إن ظهورها أمر يخصها وحدها، وأنه لا يستطيع أن يقف أمام حريتها الشخصية، لكن التصريح لم ينشر إلا فى عدد الخميس الماضى، أى أنه تقريبا نشر فى نفس توقيت إذاعة الفيديو، على الأقل فى القاهرة التى تستقبل طبعة الأهرام المسائية حوالى الساعة الثامنة مساء
بعيدا عن الكنيسة تحملت جهة أمنية سيادية عليا أمر التصوير وقرار النشر، قبل حوالى ساعة فقط من إذاعة الفيديو تم تصويره فى كنيسة شهيرة بالقاهرة، وفى الغالب تقع بالقرب من بيت المكرسات الذى تعيش فيه كاميليا تحت إشراف البابا مباشرة
لم يحضر التصوير غير الفريق الفنى بالطبع سوى ثلاثة أشخاص قيادة أمنية وقيادة مسيحية سياسية على علاقة وثيقة بالكنيسة، وكانت هذه الصيغة مريحة، فالكنيسة تشارك بأحد المسيحيين الكبار، دون أن تتورط فى حضور أحد رجال الدين بها، أما الشخصية الثالثة فكان الزميل جمال جرجس المزاحم مسئول الملف القبطى باليوم السابع، وهو أول من نشر الفيديو، ونقلته عنه مواقع إليكترونية أخرى
كان توقيت النشر محل خلاف بين الكنيسة والجهة الأمنية، رأت الكنيسة أن النشر سيكون مناسبا بعد العيد، لكن الجهة الأمنية التى كانت تتحرك بفعل تقاريرها رأت أن النشر قبل العيد، وتحديدا بعد عظة البابا شنودة التى يلقيها يوم الأربعاء فى كاتدرائية العباسية مناسبا للغاية، لأنه سيجهض مظاهرات العيد تماما، وهو ما حدث بالفعل، فرغم تشكيك الكثيرين فى فيديو كاميليا إلا أنه لم تخرج أى مظاهرات بعد صلاة العيد
تحدثت كاميليا لمدة عشر دقائق متصلة، لم يحدث أى قطع أثناء التصوير، ولم يخضع الفيديو لأى عمليات مونتاج، بل أذيع كما تم تصويره بالضبط، ولم يتدخل أحد فيما قالته أو أملى عليها شيئاً، ولم يكن غريبا أن تهاجم الصحف وتحملها نتيجة ما جرى، وهى عادة أصحاب القضايا الكبرى، فهم فى النهاية لا يجدون إلا أوراق الصحف ليجففوا بها وجوههم
ردود الفعل على الفيديو تباينت، نفت الكنيسة علمها بالأمر، رغم أن هناك شخصيات بعينها كانت تدرى، لكن الأنبا أرميا سكرتير البابا بعد أن عرف بأمر الفيديو ضرب كفا بكف وقال هى الصحافة واصلة للأمن للدرجة دى، أما من نفوا أن تكون من تحدثت هى كاميليا، فقد لجأوا إلى تكذيب الفيديو بإشارات بسيطة إلى حواجب كاميليا وأنفها وخدودها، دون أن يجدوا كلاما آخر يقولونه

تعليقات