مقال يهاجم الاقباط بعنوان طز فيكم



تزامنا مع دعاية علنية في شوارع القاهرة لجمال مبارك مرشحا للرئاسة في الإنتخابات القادمة تشتعل حملة طائفية يقودها بعض المسيحيين من رجال دين وإعلاميين في صحف بارزة مثل "المصري اليوم".

جرأة في الحالتين تبرهن على الانفلات أو أن هناك ما يدبر بنهار لمصر على مرأى من الأشهاد، وهناك من يقول صائحا بغير خجل ولا وجل للمعارضة وللشعب وللمغلوبين على أمرهم وأيضا للأغلبية الدينية "طز فيكم وطز في خوفكم على مستقبل مصر من التوريث والطائفية"!

ومن أجل مصر وشعبها الواحد بنسيجه المكون من المسلمين والمسيحيين يجب على كل غيور أن يرد الكيل كيلين "فظز فيهم وفي ما يدبرونه ويصنعونه وظز في الزميل الذي كتب أمس بالمصري اليوم يحرض قمص إلمنيا وباقي المسيحيين على الغضب من أجل أن يحلبوا النظام المتهتك ويبتزوه، وظز في ذلك القمص الذي ضحك على المحافظ وصار يهدده بالطرد من منصبه كرئيس جمهورية في محافظته وهو ما يعني أن رئيس الدولة نفسه ليس في مأمن من ذلك يوما ما، ويمتنع عن حضور أي جلسة تفاهم سعى لها النظام لامتصاص غضبه!

وحتى أقطع أي طريق على الاتهامات المعلبة الجاهزة كالتي أطلقها الزميل خالد صلاح أمس ضد كل من غضب على قلة أدب صحيفته في تناول سيرة أشرف الخلق وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، فإن هذه السطور هدفها قطع الطريق على الطائفيين المخربين المحرضين لشركاء لنا في الوطن لا يجب أن يفقدوا الانسجام مع الأغلبية والتوافق والتفاهم فالقوى الخارجية لا تستطيع قهر إرادة شعب وإن قهرت الأنظمة، لا تضمن سلاما للأقلية إذا أشعرت الأغلبية أنها تخون عقد الشراكة غير المكتوب وتنقلب على تاريخ يجمع المصريين كجسد واحد دفاعا عن وطنهم واستقراره ونسيجه الاجتماعي.

من غير خجل انتشرت اللافتات المؤيدة لتوريث جمال مبارك منصب والده في مناطق عديدة من القاهرة آخرها في القلعة والسيدة عائشة، ومطالبة مبارك بالتخلي عن الترشح في الإنتخابات القادمة لاعطاء الفرصة لجمال في إنتخابات حرة ديمقراطية!

ماذا لو علقت هذه اللافتات لشخص آخر غير جمال؟!..

وبالتوازي انطلق الزميل شارل فؤاد المصري مدير تحرير "المصري اليوم" بلغة طائفية تطفح بالكراهية لوحدة وطنه وتهدد بغضب "الأقباط" إن لم تقبل ضرع النظام المشفوطة تلبية ابتزاز قلة يسيطرون على العقل الجمعي للجزء الآخر من الأمة ويسيئون لتاريخه الوفاقي المتسامح والحريص على الشعب الواحد ومقاومته لكل أشكال التدخل الخارجي ودعوات الفتنة.

شارل كتب في الجريدة واسعة الإنتشار داعيا إلى تطرف شركاء الوطن للضغط على الدولة وكسر إرادة محافظ إلمنيا، معضدا القس المتشدد أغاثون في مطرانية مغاغة قائلا إن الدولة إذا لم تستجب له فسيقع مما لا تحمد عقباه من غضب "الأقباط" وخسارة الوطن كله.

أنا أربأ بالأقباط كجزء لا يتجزأ من الشعب المصري أن يكونوا بهذا التطرف والتشدد الأغاثوني الشارلي الذي لا أعرف من أين لهما بجرأة التهديد بكسر الوطن إذا لم....

وحتى لا يظن أغاثون أن ضرع النظام تكفيه وأن الاستدعاء غير المباشر للخارج يحميه، وحتى يطرد زميلنا شارل شيطان الفتنة.. نؤكد لهما أن المسيحيين شركاء في الوطن وأن أمنهم ووجودهم تاريخيا حماه ويحميه الإسلام كما قال يوما الرئيس الراحل السادات الذي أعلنها بالفم المليان إنه رئيس مسلم لدولة مسلمة. وحين قالها كانت تعبير واقعي عن "طز فيكم" التي يجب أن يجب أن تكون شعار الشعب المصري مسلمين ومسيحيين ضد المتطرفين اللاعبين بالنار من عينة أغاثون وشارل!

جريدة المصريون

تعليقات